تجمع مئات من المغاربة المقيمين في مختلف الدول الأوروبية، يوم الجمعة الماضي، أمام مقر مجلس الاتحاد الأوروبي ببروكسيل، لتجديد التأكيد على مغربية الصحراء، والتنديد بالمناورات المدبرة لأعداء الوحدة الترابية. وخلال هذه التظاهرة، التي نظمت بدعوة من تجمع جمعيات المجتمع المدني في أوروبا، أدانت الجالية المغربية، وخصوصا ببلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا، "بشدة" التصرفات المعادية للمغرب، والرامية إلى المس بالقيم المقدسة للمملكة، وتقويض مسلسل المفاوضات التي تجري برعاية الأممالمتحدة. وحرص أفراد الجالية المغربية، رجالا ونساء وأطفالا، رغم البرد القارس الذي يسود حاليا بلجيكا، على التجمع للتنديد بمكائد الجزائر والبوليساريو، داعين المجموعة الأوروبية إلى التدخل "بشكل عاجل" لوضع حد لمعاناة "إخوانهم" المغاربة المحتجزين في مخيمات تندوف على التراب الجزائري. كما دعوا إلى وضع حد ل"معاناة الأسر التي تعيش محنة الفراق، والتي تتحين فرصة الالتحاق بذويها في المغرب". وجدد المتظاهرون رفضهم القاطع الاستسلام لابتزاز بوليساريو والجزائر، التي تساندها بقصد عرقلة مسلسل المفاوضات، الذي يؤكد "جدية ومصداقية" المبادرة المغربية بخصوص الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وحثوا المؤسسات الأوروبية من أجل التدخل لكشف خروقات حقوق الإنسان، التي ترتكب بمخيمات العار تحت الحماية الجزائرية. وبعدما جددوا التأكيد على تشبثهم الدائم بالعرش العلوي المجيد، وتعبئتهم وراء جلالة الملك محمد السادس، نوهوا بالإنجازات، التي يجري تحقيقها في مجال حقوق الإنسان ودمقرطة المجتمع المغربي، في إطار الإصلاحات التي ما فتئ يشيد بها المنتظم الدولي. كما أعربوا عن انخراطهم التام في مضامين خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء. وخلال هذه التظاهرة، رفع أفراد الجالية العلم الوطني وصور جلالة الملك، إضافة إلى لافتات تحمل شعارات تؤكد مغربية الصحراء، وتطالب بفتح تحقيق دولي حول انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، وبالكف عن استغلال قضية حقوق الإنسان النبيلة من قبل الجزائر وبوليساريو. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد منسق التجمع، عادل أربعي، أن "هذه الوقفة ليست إلا انطلاقة لسلسلة من التظاهرات، التي سيجدد من خلالها مغاربة أوروبا التأكيد على تعلقهم ببلدهم الأصلي، وعلى أن قضية الصحراء كانت وما تزال قضية جميع المغاربة حيثما وجدوا". وأضاف "ندين توظيف الجزائر والبوليساريو لحقوق الإنسان، التي تعد مبدأ نبيلا يتشبث به المغاربة قاطبة"، مبرزا أن "الجزائر وبوليساريو هما من يتعين محاكمتهما بشأن خروقات حقوق الإنسان". من جهتها، دعت زهرة حيدرة، رئيسة الجمعية الصحراوية لدعم مشروع الحكم الذاتي، في تصريح مماثل، المجتمع الدولي للضغط على الجزائر وبوليساريو من أجل السماح بإحصاء السكان المحتجزين بمخيمات تندوف منذ أزيد من 30 سنة. وأدانت، من جهة أخرى، الوضعية المؤسفة التي يعيشها المحتجزون المغاربة على التراب الجزائري بتندوف. من جانبه، جدد لارش الركراكي، رئيس الجمعية المغربية للتضامن الصحراوي، تعلق مجموع الشعب المغربي، في كل أنحاء العالم، بالدفاع عن القضية الوطنية للصحراء والتعبئة الدائمة وراء جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن "المغرب، الذي حقق تقدما كبيرا بقيادة جلالة الملك، سيواصل مسيرته رغم مناورات أعداء الوحدة الترابية الذين يحاولون بكل الوسائل تعطيل إنجازات المملكة".