في الوقت الذي بدأ فيه التعقل يهيمن على كيفية التعامل مع "الأحداث"، التي أعقبت المباراة الفاصلة بين المنتخبين المصري والجزائريسميرة سعيد التي منحت الأخير بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا العام المقبل (2010)، تحدثت المطربتان المغربيتان سميرة بنسعيد وجنات مهيد بطريقة لا تسعى إلى توظيف مجال اشتغالهما وانشغالهما الفني، للدعوة إلى تجنب كل ما شأنه أن يشعل فتيل صراعات مجانية لا تخدم على الإطلاق مطامح وأمال الشعوب العربية من الخليج إلى الخليج. بنسعيد: أنا مصرية وشعرت بإحباط جراء الهزيمة قالت المطربة المغربية سميرة بنسعيد المقيمة بمصر، إنها شعرت بالإحباط عقب هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري (0- 1)، في المباراة الفاصلة التي جمعت بينهما يوم 18 نونبر الماضي في العاصمة السودانية الخرطوم، مضيفة أنه كان على المسؤولين المصريين إرسال ما وصفتهم ب"المشجعين الحقيقيين"، الذين ينتمون إلى المناطق الشعبية، الذين بمقدورهم التفاهم مع الجزائريين، بدل بعث ما نعتتهم ب"صفوة المجتمع" المصري. وأوضحت بنسعيد في حوار مع صحيفة "المصري اليوم"، أنها كانت تتمنى أن يتأهل منتخب مصر إلى المونديال، لإدخال الفرحة على الشعب المصري لأنه في حاجة إليها، وقالت في هذا الصدد "شاهدت المباراة مع صديقاتى فى المنزل... ورغم أنني لا أفهم في كرة القدم كثيراً فإن أصدقائي ظلوا يضحكون علىَّ نظرا لحالة الارتباك، التي سيطرت علي طوال المباراة، لدرجة أنني لم أستطع مشاهده المباراة بالكامل فكل خمس دقائق أتحرك بين حجرات المنزل، ثم أعود مرة أخرى للمتابعة. لكنى أصبت بالإحباط بعد انتهائها مثل ملايين المصريين، وكنت أتمنى أن نصل كأس العالم حتى يفرح الشعب المصري بالكامل، خاصة أنه يحتاج هذه الفرحة وسط ضغوط الحياة والمسؤوليات". وتابعت "أنا مصرية أكثر من أي شخص آخر، وأغار عليها جداً، وأرفض بشدة ما حدث في السودان من قبل الجزائريين، فمعروف أنهم متعصبون جدا، نظراً لأنهم عاشوا حروباً لسنوات طويلة، لكن هذا لا نعتبره مبرراً لما بدر منهم من عنف بسبب مباراة في كرة قدم، أما المصريون فمعروف أنهم شعب طيب". وأضافت: "لا يوجد تكافؤ بين جمهور الفريقين، فالمشجعون الذين ذهبوا من مصر فنانون ومثقفون ورجال سياسة وصفوة المجتمع، أما الجزائريون فأرسلوا جمهورا من طبقة أخرى، لذلك كان لابد من إرسال المشجعين المصريين الحقيقيين، وخاصة مشجعي المناطق الشعبية الذين يستطيعون خلق نوع من التفاهم مع الجزائريين، ولولا هزيمة المنتخب المصري لحدثت كارثة حقيقية، خاصة بعد التحريض والشحن الإعلامي الذي أعتبره أحد أهم أسباب الأزمة". وأشارت المطربة المغربية في الحوار ذاته، إلى أنها كانت ستشعر بالندم في حال ما إذا ما إذا ذهبت إلى السودان لحضور المباراة، وقال في هذا الصدد " لو فعلت ذلك لكنت ندمت، فكنت أعلم منذ البداية أن هناك صدامات ستحدث بين المصريين والجزائريين، لكنني لم أتوقع أن تكون بهذا الشكل".