ما يزال أعضاء جمعية "الكرامة" ينتظرون ردهم على الرسالة التي بعثوا بها إلى وزارة الداخلية، بخصوص ما يصفونه في هذه الرسالة بالخروقات التي يشهدها قطاع التعمير في المدينة، وأكد مصدر من هذه الجمعية أنه لحد الساعة لم تتوصل الجمعية بأي رد عن الملاحظات، التي أبدتها رسالتها.التجزيئات السكنية تثير جدلا في برشيد وغيرها (سوري) انضافت مدينة برشيد إلى قائمة المدن التي تعرف تقاشا واسعا في قطاع التعمير، على مدى احترام التجزيئات السكنية التي تحدث لتصاميم التهئية، إذ تحولت برشيد في السنوات الأخيرة إلى مدينة تستهوي بعض المنعشين العقاريين، وإذا كانت هذه العملية تحمل في طياتها الكثير من الإيجابايات، على اعتبار أنها تساهم في تقليص أزمة السكن في المدينة، فإنها في الوقت ذاته تحمل مجموعة من السلبيات، التي تتعلق أساسا بما يصفه مهتمون بهذا المجال بالخروقات التي تطال مجال التعمير في المدينة. رسالة من تحت الماء بعثت جمعية الكرامة لحقوق الإنسان في عاصمة ولاد احريز، رسالة موجهة إلى وزير الداخلية، توصلت "المغربية" بنسخة منها، طالبت من خلالها بفتح تحقيق حول ما تشهده المدينة من خروقات كثيرة في مجال التعمير بالتجزئات السكنية التي أغلبها حسب الرسالة ذاتها، لا توفر على المرافق العمومية والاجتماعية والمساحات الخضراء ومواقف السيارات والمدارس و المستوصفات والفضاءات الرياضية. وطالبت الجمعية ذاتها من وزير الداخلية بفتح تحقيق حول التجزئات السكنية التي توجد في طور الانجاز، ومدى احترامها للظهير الشريف1.92.7، المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات، خاصة المادة 18 التي لا تسمح بإحداث التجزيئات العقارية إلا إذا احترمت عددا من الشروط، كإقامة الطرق الداخلية ومواقف السيارات، وتوزيع الماء والكهرباء وصرف المياه والمواد المتسعملة، وتهيئة المساحات الغير المبنية كالساحات والمناطق الخضراء والملاعب، وقال مصدر مطلع من مدينة برشيد، إن الطريقة التي تنجز بها بعض التجزيئات، تثير الكثير من علامات الاستفهام. المدينة الإسمنتية بسبب عدم الاهتمام بالمساحات الخضراء، تعرف برشيد تلوثا كثيرا، جراء مخلفات الوحدات الصناعية التي تقذف بشكل عشوائي، ما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض، ومنها الربو والحساسية والأمراض الجلدية وأمراض العيون، وتعاني المدينة تراجعا كبيرا في المحافظة على البيئة حسب مهتمين بالمجال البيئي، ما ينعكس سلبا على صحة العديد من المواطنين. تحولت برشيد إلى مدينة اسمنتية، على اعتبار أن عددا من المساحات الخضراء والأشجار اجتثت، وكان عدد من الغيورين على الوضع البيئي في المدينة أكدوا أن العديد من الحدائق أصبحت مرتعا للمتسكعين وفضاء لرمي الأزبال والنفايات، من طرف أعداء البيئة، كما أن العديد من المساحات الخضراء تحولت إلى مواقف للسيارات". وكانت هذه القضية أيضا موضوع بعض الشكايات، التي أكدت أن الاستغناء عن بعض المساحات الخضراء يطرح أكثر من علامة استفهام حول التوجهات والاختيارات المتبعة في إنجاز مشاريع تأهيل مدينة برشيد، التي تطغى عليها روح الارتجالية وغياب الحس الجمالي."إن الأمر نفسه ينطبق على المناطق الخضراء التي حذفت بجرة قلم من تصاميم التجزيئات والتعاونيات، وهذا يرجع إلى الفوضى العارمة التي يشهدها قطاع البناء في المدينة، ما يشكل فضيحة كبرى تتطلب فتح تحقيق نزيه حول الطريقة المعتمدة في الترخيص لهذه المشاريع". وفي هذا الصدد، تطالب بعض الجمعيات، بوقف عملية تقزيم المساحات الخضراء، لأن المدينة تعاني الاختناق الناتج عن وجود منطقة صناعية في المدينة، وإحداث مناطق جديدة للتشجير داخل محيط المدينة، وفتح تحقيق، بخصوص ما تصفه بالخروقات المسجلة في مخالفة التصاميم ووثائق التعمير. قضية أخرى تشكل المنطقة الصناعية التي توجد في برشيد هي الأخرى نقطة جدل واسع في المدينة، حيث إن عددا من المواطنين لا يستسيغون الطريقة التي أحدثت بها هذه المنطقة، مؤكدين أن ذلك كان على حساب بعض الأراضي الخصبة، ومعتبرين أن الوحدات الصناعية تسبب في العديد من المصائب للسكان، خاصة الجوانب المتعلقة بالتلوث، إضافة إلى أنها أدت إلى إعدام عدد من الأراضي الخصبة، التي كانت تساهم في الرفع من المنتوج الفلاحي، وكان على السلطات العمومية، عوض أن تفكر في إحداث نشاط صناعي بهذه المنطقة تبحث في كيفية إيجاد طرق أخرى لتنمية المدينة والاحتفاظ بالأراضي الفلاحية. وفي سياق آخر، ما يزال الوضع الصحي في عاصمة ولاد احريز يثر الكثير من الجدل، خاصة أن العديد من المهتمين بهذا القطاع لم يسجلوا أي تحرك، من قبل وزارة الصحة لحل المعضلات الكثيرة، التي يعانيها هذا القطاع. وكان مهتمون بهذا الملف عقدوا سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين عن القطاع الصحي في برشيد، إلا أن هذه اللقاءات لم تسفر عن أي نتائج مرضية، على اعتبار أن القطاع الصحي ظل يراوح مكانه، بل الأدهى من ذلك أن الأوضاع ازدادت سوءا، ومن بين هذه اللقاءات، ذلك الذي عقد بين مجموعة من أعضاء التنسيقة المحلية في وقت سابق، إذ قدموا له، حسب إيفادات مصادر مطلعة، صورة عن واقع القطاع وما يعانيه من اختلالات في التسيير، وانعدام البنيات التحتية ونقص في الأجهزة الضرورية، وانعدام الخدمات الطبية في جل الاختصاصات. تحولت برشيد إلى مدينة اسمنتية، على اعتبار أن عددا من المساحات الخضراء والأشجار اجتثت من مكانها.