أكد وزير الداخلية، شكيب بنموسى، أن المغرب قدم مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية باعتباره "شكلا من أشكال الجهوية المتقدمة"، في إطار إجراء مزدوج يهدف إلى الدفع بمسلسل التسوية، تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة، والنهوض بجهوية موسعة في كامل تراب المملكة. وقال بنموسى، في حديث نشرته أسبوعية (جون أفريك) الدولية في طبعتها الأخيرة، إنه "في غياب اتفاق حول قضية الصحراء ستطبق الجهوية الموسعة في إطار مغربي مغربي محض، مع منح الأولوية لأقاليم الجنوب". وذكر بنموسى بأن "المغرب اقترح جهوية أكثر تقدما"، مشيرا إلى أن "هذه المبادرة ينبغي أن تتحقق في إطار حل سياسي نهائي لقضية الصحراء مع مجموع الأطراف المعنية، وفي ظل احترام السيادة الترابية للمملكة ووحدتها". وأكد في هذا الحوار، الذي نشر بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للقمة الإفريقية للمدن والجماعات المحلية "أفريسيتي"، التي ستنظم ما بين 16 و20 دجنبر المقبل، في مراكش، أن "الإجراءين يمكن أن يكونا متكاملين، إذا تقدم المسلسل السياسي تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة. ولكن في غياب اتفاق حول قضية الصحراء، فإن الجهوية الموسعة ستطبق في إطار مغربي مغربي محض". وحسب الوزير، فإن "الدينامية العامة تعد تعزيزا للجهات، والحكم الذاتي هو شكل من أشكال الجهوية المتقدمة". وأوضح بنموسى أن "هذا المستوى المتقدم من الجهوية سيخصص للأقاليم الجنوبية، التي تتميز بسياق تاريخي خاص". وأضاف أن "المناطق الصحراوية كانت تعاني إبان استرجاعها، نقصا كبيرا في التجهيز. أما اليوم فبلغت مستوى من التنمية يوازي نظيره في باقي مناطق البلاد، بل وأحيانا يفوقه حسب مؤشرات التنمية البشرية". وتسعى القمة الإفريقية للمدن والجماعات المحلية، التي سيحتضنها المغرب هذه السنة، إلى أن تكون فضاء للحوار حول اللامركزية بإفريقيا. يشار إلى أن هذه القمة، التي تنظم كل ثلاث سنوات بشكل تناوبي بمختلف المناطق الإفريقية، كانت شهدت انطلاقتها في سنة 1998، بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان. في هذا الصدد، أبرز بنموسى أن "هذه القمة تشكل، أولا وقبل كل شيء، فرصة لتبادل المعلومات والخبرات بين الفاعلين المجتمعين، من وزراء مكلفين بالتنمية المحلية، ومنتخبين، وجامعيين وخبراء وغيرهم". واعتبر الوزير أنه في خضم الأزمة الراهنة، فإن العالم يبحث اليوم عن ذاته، وهو في حاجة إلى ضوابط، وأن الجماعات المحلية، التي غالبا ما تكون قريبة من الواقع المعيش، على اعتبار أنها تنشط عبر اقتصاد حقيقي، وليس اقتصاد افتراضي، في حاجة إلى إسماع صوتها".