قام ولي عهد بلجيكا، صاحب السمو الملكي الأمير فيليب، مرفوقا بعقيلته الأميرة ماتيلدا، أول أمس الأربعاء، بزيارة للمركب المينائي طنجة المتوسط، على رأس وفد مهم من رجال الأعمال والمسؤولين البلجيكيين. ولدى وصولهما إلى ميناء طنجة المتوسط، تقدم للسلام على صاحب السمو الملكي الأمير فيليب، والأميرة ماتيلدا، على الخصوص، وزير التجهيز والنقل، كريم غلاب، ووالي جهة طنجة تطوان، محمد حصاد، ورئيس جهة طنجة تطوان، رشيد الطالبي العلمي، وعامل إقليمالفحص أنجرة محمد بنريباك، ورئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة المتوسط سعيد الهادي. وقدمت بهذه المناسبة، شروحات لصاحبي السمو الملكي الأمير فيليب، وعقيلته الأميرة ماتيلدا، حول البنيات التحتية الضخمة، التي جرى إنجازها ضمن المركب المينائي طنجة المتوسط، والتي ساهمت في إنجازها مجموعة من المقاولات البلجيكية. وفي كلمة بهذه المناسبة، أشاد غلاب بعلاقات التعاون والشراكة المتميزة بين البلدين، مذكرا بمساهمة بلجيكا في مجموعة من المشاريع والمبادرات التنموية بالمغرب، من بينها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والبرنامج الوطني للطرق القروية. وأشار إلى أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من تطوير بنياته التحتية وأرضياته المخصصة للنقل من بين الأوراش التي تحظى بالأولوية في الأجندة الحكومية، مذكرا بأن ميناء طنجة المتوسط رفع من التنافسية الصناعية والتجارية للمملكة. كما تطرق غلاب، في الإطار ذاته، إلى المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب من قبيل ميناء "الناظور غرب المتوسط"، والخط السككي الفائق السرعة، وكذا استراتيجيات الإقلاع الصناعي والاقتصاد الرقمي، مؤكدا أن من شأن هذه المشاريع أن توفر فرصا مهمة للتعاون بين البلدين. من جهته، اعتبر سعيد الهادي أن زيارة البعثة الاقتصادية البلجيكية لميناء طنجة المتوسط، "تساهم بشكل كامل في طموح الميناء لينخرط كفاعل حقيقي، وشريك للمبادلات الاقتصادية والتجارية بالمنطقة". وأوضح أن هذا الميناء يرمي إلى أن يصبح في أقل من 10 سنوات أرضية مينائية قادرة على معالجة ونقل حوالي 8 ملايين حاوية، و10 ملايين طن من المحروقات، ومليون عربة سنويا، وهي الطاقة الاستيعابية التي ستمكنه من مواكبة تطور نشاط النقل البحري والعبور بين المغرب وأوربا على المدى البعيد. وأضاف الهادي أن ميناء طنجة المتوسط يتجه نحو تعزيز التنافسية والتنمية المندمجة لمنطقة شمال المغرب، من خلال إحداث مجموعة من الأرضيات الصناعية الكبرى تتمثل في التهيئة التدريجية لحوالي 5 آلاف هكتار من مناطق الإنتاج الملحقة بالميناء. كما ترأس الأمير فيليب، مرفوقا بعقيلته ماتيلدا، حفل التوقيع على بروتوكول تعاون بين مركز التدريب المينائي أنتويرب فلاندر (هيئة للتكوين المهني تابعة لميناء أنفيرس ببلجيكا) والسلطة المينائية طنجة المتوسط، حول نقل المهارات بهدف إحداث مركز التكوين المهني "طنجة المتوسط للتدريب". وبمقتضى هذا الاتفاق، الذي وقعه كل من مدير ميناء طنجة المتوسط، مصطفى الموزاني، والمدير المنتدب للسلطة المينائية لأنفيرس، إيدي برينينك، سيقدم مركز التدريب التابع لميناء "انتويرب فلاندر " خبرته من أجل إحداث مركز التكوين المستقبلي بجانب ميناء طنجة المتوسط. ويهدف مركز "طنجة المتوسط للتدريب"، الذي من المنتظر أن يكون جاهزا قبل متم سنة 2010، إلى توفير تكوين عملي وصقل مهارات الأطر والتقنيين العاملين في المهن البحرية والمينائية، ومن بينها مهن العمل على الأرصفة والمناطق اللوجستيكية والمهن المرتبطة بالسلطة المينائية. بعد طنجة، حل ولي عهد بلجيكا، صاحب السمو الملكي الأمير فيليب، وعقيلته صاحبة السمو الملكي الأميرة ماتيلدا، صباح أمس الخميس بمدينة أكادير. ووجد ولي عهد بلجيكا في استقباله، بمطار أكادير المسيرة على الخصوص، عامل عمالة إنزكان آيت ملول، محمد المودن العلمي. واستعرض ولي عهد بلجيكا صاحب السمو الملكي الأمير فيليب وصاحبة السمو الملكي الأميرة ماتيلدا تشكيلة من القوات المساعدة، أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموهما كل من رئيس المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة درعة، إبراهيم حافظي، والكاتب العام لولاية أكادير، حسن بن خيي، ورئيس الجماعة الحضرية لأكادير، طارق القباج، وشخصيات أخرى. وخلال مقامه بمدينة الانبعاث سيقوم ولي عهد بلجيكا صاحب السمو الملكي الأمير فيليب بزيارة لجمعية "أم البنين" حيث سيطلع على أنشطة ومشاريع الجمعية، ومن بينها تنمية الكفاءات ودروس محو الأمية وتربية الماشية. كما سيزور ولي عهد بلجيكا بجماعة ويجان التابعة لإقليمتزنيت مشروع التنمية الفلاحية المندمجة الممول من طرف الدولة البلجيكية. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيليب, الذي شارك في وقت سابق في المؤتمر الوزاري لمبادرة منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا)، حل، يوم الأحد الماضي بالمغرب، على رأس وفد اقتصادي مهم.