أبانت وكالة المغرب العربي للأنباء، التي احتفلت الأربعاء المنصرم، بالذكرى الخمسين لتأسيسها، عن قدرة كبيرة على مواكبة مشروع المجتمع الحداثي الديمقراطي المتضامن، الذي نادى به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ اعتلاء جلالته العرش، معبدة بذلك الطريق، في هذا المجال، أمام مختلف المؤسسات الإعلامية الأخرى، سواء العمومية أو الخاصة. المدير العام للوكالة كما تمكنت وكالة المغرب العربي للأنباء، بفضل ما راكمته من خبرة وتجربة، من مسايرة التغيرات العميقة، التي شهدها المجتمع المغربي خلال العشرية الأخيرة، والمساهمة بقسط وافر في الدينامية المجتمعية الجديدة، التي برزت نتيجة للأوراش الإصلاحية الكبرى، التي فتحها جلالة الملك، وذلك من خلال انفتاحها أكثر على كافة مكونات المجتمع، وتناول القضايا المطروحة على الأمة، بعيدا عن تنميط عمل صحفييها. واضطلعت (و م ع ) خلال العشرية الأخيرة، بدور كبير في مواكبة متطلبات بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي، والتحسيس بما يتطلبه ذلك من التزام وتضحيات ومسؤولية، دون أن تتخلى عما أصبح مشهودا لها به من قبل جميع العاملين في الحقل الإعلامي الوطني، من أسلوب عمل يتميز بالدقة والمهنية، وذلك بحكم تفاعلها مع محيطها، الذي يغذيها بالقيم والأفكار والتوجهات. وبفضل هذا الرصيد، وهذا الأسلوب في العمل، تمكنت الوكالة من الرقي إلى مستوى التحديات، التي تواجه المغرب، ومواكبة مسيرته بكل عزم وقوة، نحو بناء المجتمع الحديث والمنفتح والمتسامح، الذي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يدعو لتشييده، دون أن تغفل دورها في العمل على النهوض بالمشهد الإعلامي الوطني، الذي عرف ثورة حقيقية بتحرير القطاع. إن حرص الوكالة على النهوض بكل هذه المهام، على الوجه الأكمل، وعلى أن تظل قاطرة لا غنى عنها للمشهد الإعلامي الوطني، في ظل الثورة الكبيرة، التي تشهدها وسائل الاتصال، لا يضاهيه إلا حرصها على تطوير أدائها بمهنية. فقد ظلت الوكالة منذ تدشينها في 18 نونبر 1959، وفية للشعار الذي حدده لها، بمناسبة انطلاقتها الرسمية، جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ألا وهو "الخبر مقدس والتعليق حر". كما وسعت الوكالة شبكة مكاتبها الدولية، التي أصبحت تغطي جميع القارات، بما يقارب ثلاثين مكتبا ومراسلا، وأخضعت مكاتبها الجهوية لعملية إعادة انتشار، تمكن من تغطية مجموع تراب المملكة، وفك العزلة عن العديد من المناطق، علاوة على عقلنة وترشيد وسائل العمل، من خلال إحداث أقطاب جهوية، ووحدات قوية للتحرير. وعلى مستوى الموارد البشرية، تبذل وكالة المغرب العربي للأنباء، جهودا حثيثة من أجل تأهيل مواردها البشرية الصحفية، وذلك على الخصوص، من خلال تكريس مبدإ التناوب على المكاتب الدولية والجهوية (جرى هذه السنة أزيد من20 تعيينا) . وبرهنت الوكالة، من خلال هذه التعيينات الكبيرة، على إرادة راسخة في تحقيق أهدافها وطموحاتها المهنية، التي تجسدها الأوراش، التي انخرطت فيها من أجل تحديث المقاربة المهنية، والارتقاء بها، وعصرنة آليات التسيير والتدبير، خاصة على مستوى الموارد البشرية، وتكريس وتوسيع حضور الوكالة وإشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي. وتعمل الوكالة حاليا على تنويع منتوجها أكثر، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. فبالإضافة إلى خدمتها عبر البريد الإلكتروني بالفرنسية، تتهيأ لتسويق منتوج جديد بواسطة هذه الرسائل، باللغة العربية، مع السعي إلى تلبية حاجيات جديدة، خاصة في مجال الصور ذات القيمة المضافة الكبرى، وخدمة النشرات الإخبارية عبر الفيديو (ماب تيفي)، كما تتجه نحو إحداث نشرات متخصصة (الرياضية والاقتصادية بالخصوص)، على غرار ما تقوم به كبريات وكالات الأنباء الدولية. ومن شأن النظام الرقمي في معالجة وإدارة الرصيد الوثائقي المهم، الذي تتوفر عليه الوكالة، والذي يقدر بأكثر من مليون وثيقة، ترصد، على مدار الساعة، تاريخ المغرب منذ السنوات الأولى للاستقلال، أن يسهم في إغناء القصاصات، ما يساعد على الفهم الجيد لظروف وملابسات الأحداث والأخبار التي تعالجها.