نظمت وزارة التربية الوطنية، يوم 25 شتنبر الماضي، لقاء تواصليا لفائدة الفرق الإقليمية لتدبير برنامج "تيسير" للتحويلات المالية للنيابات الإقليمية للاستفادة من البرنامج، بعد أن كان مقتصرا، في مرحلته التجريبية الأولى 2008/2009، على عدد محدد من المؤسسات التعليمية ببعض جهات المملكة.وتركزت أشغال اللقاء حول الجوانب الإجرائية لأهم مقتضيات البرنامج،بهدف تملك الدعامات المعتمدة، وتوحيد الرؤية والتصور، من أجل اجرأة سليمة تحقق الأهداف المرجوة. ويندرج هذا البرنامج في سياق المخطط الاستعجالي لوزارة التربية الوطنية، خاصة منه مقتضيات إلزامية التعليم، وتكافؤ الفرص، من خلال الدعم الاجتماعي المدرسي المباشر، للتخفيف من عبء التمدرس بالنسبة للأسر الفقيرة. ويتمثل دعم برنامج "تيسير" في ضمان دخل مالي قار ومنتظم للأسر المستفيدة، ينضاف إلى آليات الدعم الاجتماعي الأخرى، كالنقل المدرسي، والتغذية المدرسية، واللوازم المدرسية. ومن أسباب ومؤشرات نجاح هذا البرنامج، حسب الوزارة، إرساؤه وتنفيذه عبر منهجية دقيقة وآليات مضبوطة، تعتمد الشفافية والتعاقد الضمني مع أمهات وآباء وأولياء أمور التلاميذ، لضمان استمرارية تمدرس أبنائهم. ويهدف البرنامج إلى الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، من خلال تحسين نسبة الاحتفاظ المدرسي، ومستوى التحصيل المدرسي للتلاميذ. واقتصر البرنامج، في مرحلته التجريبية الأولى، على خمس جهات هي: الشرق-سوس ماسة درعة، ومراكش تانسيفت الحوز، ومكناس تافيلالت وتادلة أزيلال، واستهدف حوالي 90 ألف تلميذ وتلميذة، منحدرين من حوالي 52 ألف أسرة. وانطلاقا من النتائج المحققة خلال هذه المرحلة، تقرر توسيع المجال الجغرافي للبرنامج، في مرحلته التجريبية الثانية، 2009-2010، إلى ست جهات أخرى هي: دكالة عبدة، وفاس بولمان، والغرب الشراردة بني احسن، وطنجة تطوان، وتازة تاونات الحسيمة، وكلميم السمارة. ويستهدف أزيد من 193 ألف متمدرس، متحدرين من حوالي 114 ألف أسرة. وجرى الاعتماد في تحديد المجالات المستهدفة، على معايير نسبة الفقر، ونسبة الهدر المدرسي، والانتماء إلى جهة تعرف أكبر عدد من الجماعات الفقيرة، وذات نسبة عالية من الهدر المدرسي. كما يستهدف البرنامج، في مرحلة التوسيع، خلافا للمرحلة التجريبية الأولى، جميع المؤسسات التعليمية التابعة للجماعات القروية المعنية، وكافة التلاميذ الممدرسين بها، شريطة احترام شرط المواظبة. ويقدر مبلغ الدعم المخصص لكل تلميذ في إطار البرنامج حسب المستوى الدراسي ب60 درهما للمستوى الأول والثاني، و80 درهما للمستوى الثالث والرابع، و 100 درهم للمستوى الخامس والسادس. وتؤدى المبالغ المستحقة للمستفيدين عن طريق بريد المغرب كل شهرين. وبناء على المعايير السالفة الذكر، حددت 17 جماعة قروية بإقليم شفشاون، للاستفادة من البرنامج، أي 73 مجموعة مدرسية، تضم حوالي 384 وحدة مدرسية. وتشدد وزارة التربية الوطنية على أن تحقيق الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج، ورفع التحديات المطروحة بفعل تعدد خصوصيات الواقع، الجغرافية منها والاجتماعية، يتطلب من كافة المتدخلين، إضافة للشروط المتوفرة والآليات المرصودة لتنفيذه، التعاطي بحماس وفعالية، خلال جميع مراحل إنجازه، من أجل القضاء على ظاهرة الهدر المدرسي، الذي يشكل منبعا لآفة الأمية.