أدان رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خليهن ولد الرشيد، أول أمس الاثنين، بالرباط، بشدة، الزيارة التي قام بها، أخيرا، بعض الأشخاص إلى مخيمات لحمادة بتيندوف.المقترح المغربي للحكم الذاتي لقي تأييدا دوليا واسعا وأكد ولد الرشيد، في لقاء مع الصحافة، أن هؤلاء الأشخاص قاموا من خلال هذه الزيارة ب "عمل غير مقبول ومرفوض أخلاقيا"، مشيرا إلى أن جميع الدول لا تقبل أن يتآمر مواطنوها مع بلد أجنبي ضد مصلحتها الوطنية. وذكر بأن هؤلاء الأشخاص، الذين سبق لبعضهم أن استفاد من عفو ملكي، يتمتعون بحرية التعبير وحرية التنقل والسفر إلى البلدان الأجنبية، مضيفا أن هؤلاء اجتمعوا مع منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان، زارت المنطقة، من قبيل مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، ولجنة التقصي، التي أوفدها البرلمان الأوروبي، ومنظمة هيومن رايتش واتش. وأشار رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية إلى أن الإنجازات التي حققها المغرب تغيظ خصوم الوحدة الترابية، مؤكدا أن مقترح المملكة القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لجهة الصحراء يحظى بالمصداقية. ودعا محتجزي مخيمات تندوف إلى العودة لبلدهم المغرب وعدم الانسياق وراء "الطرح العقيم"، مؤكدا أن المملكة عازمة على السير قدما من أجل استكمال وتثبيت وحدتها الترابية. كما أدانت جمعيات الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا بقوة، الزيارة التي قام بها، أخيرا، بعض الأشخاص إلى مخيمات لحمادة بتيندوف. واعتبرت هذه الجمعيات، في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم الأحد المنصرم، هذه الزيارة "فعلا لا وطنيا" و"استفزازا للمغاربة داخل وخارج" المغرب، و"اختيارا واضحا لمعسكر الأعداء والانفصاليين"، مؤكدة أن "هذا التموقع الخطير لا يمكن القبول به مطلقا". كما أكدت أن "هذا الاستفزاز يشكل ردا يائسا على انتصار خيار العودة إلى الوطن الأم، المغرب، من طرف العديد من قادة "البوليساريو"، وآلاف المغاربة المحتجزين في تندوف، وانتصارا للجهود الصادقة للمملكة المغربية، لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، عبر خيار الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة المغربيتين". وأعربت هذه الجمعيات عن أسفها العميق "لاستغلال هؤلاء الأفراد لجو الديمقراطية، وحقوق الإنسان التي يتمتع بها المغرب، للقيام بأعمال استفزازية تخدم أجندة خارجية واضحة ومعروفة"، مطالبة، في هذا السياق، بمعاقبة هؤلاء الأشخاص في إطار القانون. وأكدت الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية أنها "لن تبقى مكتوفة الأيدي، ولن تسكت عن معاناة إخواننا المحتجزين من طرف "البوليساريو"، وعن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف". وأعلنت جمعية وادي الذهب بإيطاليا وجمعية النصر- ببيزا توسكان، وجمعية فيغلين فالدارمو بتوسكان، وجمعية المغاربة بفيرارا - إيملي رومانس، والجمعية المغربية لليكو باللومباردي، وجمعية أصدقاء فليني فالدارنو فلورنسا، الموقعة على هذا البلاغ، عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم 24 أكتوبر الجاري بفلورنسا (شمال)، لإدانة الانفصال، الذي يروج له أعداء الوحدة الترابية للمملكة، وللتعبير عن التضامن المطلق مع المغاربة المحتجزين من طرف الجزائر و"البوليساريو" في الجنوب الغربي الجزائري. كما تعتزم هذه الجمعيات القيام بحملات تحسيس للرأي العام والمؤسسات الإيطالية والأوروبية والدولية، حول الوضعية المأساوية التي يعيشها المحتجزون المغاربة منذ 34 سنة، وإثارة انتباه العالم حول الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف، والمطالبة بفتح تحقيق دولي حول هذا الموضوع. من جهتها، عبرت الجمعية الصحراوية (المسيرة) الموجود مقرها في بركنستيد في الدانمارك، عن استنكارها الشديد للزيارة التي قام بها بعض الأفراد إلى مخيمات تيندوف، واصفة إياها ب "الخيانة في حق أسرهم وقبائلهم التي يربطها بالعرش العلوي المجيد، رباط البيعة المقدسة منذ قيام الدولة العلوية الشريفة والمتشبثة بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة". وأكدت الجمعية التي يرأسها عبد الله الباهي، في بيان، عن رفضها التام ل "الاستغلال من طرف هؤلاء الخونة، الذين يدعون أنهم مدافعون عن حقوق الإنسان، لجو الانفتاح الذي يشهده المغرب، والذي استغله أعداء الوحدة الترابية لاختيار سبيل الشهرة عن طريق الخيانة والدناءة". واعتبر البيان أن هذه الزيارة ما هي إلا محاولة للتشويش على مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، الذي تقدم به المغرب، والذي لقي تأييدا دوليا واسعا، من أجل وضع حد نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.