تولى عباس الفاسي، الوزير الأول، والأمين العام لحزب الاستقلال، قائد الائتلاف الحكومي، في اجتماع، عقد أمس الاثنين، في فيلا مسؤول حكومي، بحي السويسي في الرباط، الحسم في مرشح أحزاب الأغلبية للتنافس على رئاسة مجلس المستشارين. وذلك "من أجل دعم وتمتين وتطوير كل أشكال التنسيق والتقارب والتعاون والارتقاء بالعلاقات في جميع المجالات، وعلى رأسها التعاون في المجال البرلماني والاقتصادي". وقال إسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في حكومة عباس الفاسي، إن "الاجتماع يعد تكميليا لاجتماع مماثل بين أمناء أحزاب الأغلبية الحكومية، حول اختيار صيغة موحدة للتنافس على رئاسة مجلس المستشارين". وأكد العلوي، في تصريح ل "المغربية"، أن "خروج اجتماع أمناء أحزاب الأغلبية بمرشح وحيد يبقى السيناريو الأكثر واقعية"، بيد أن العلوي استدرك بأن "هذا السيناريو لا يمنع، مسطريا، من تقديم ثلاثة مرشحين، مثلا، في الانتخابات التمهيدية ،على أن يدعم الجميع مرشح الأغلبية المؤهل للطور الاقصائي النهائي". ونفى العلوي أن يكون "أي حزب من الأغلبية الحكومية ( التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والاستقلال)، عبر عن تحفظه في دعم مرشح الأغلبية"، ما يعني استحالة نيل مرشح المعارضة أصوات مستشاري الأغلبية"، في إشارة إلى الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله. في سياق متصل، أعلن المرشح الأكثر حظوظا للتنافس باسم الأغلبية على رئاسة مجلس المستشارين، القيادي التجمعي المعطي بنقدور، أنه بات، من خلال نتائج اجتماع السبت الماضي، الممثل الوحيد لأحزاب الأغلبية في السباق للحفاظ على رئاسته للغرفة الثانية، بعدما أعلن حزبا الاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية عدم ترشحهما. وأوضح بنقدور أن رئيس حزبه، مصطفى المنصوري، تلقى "وعودا من أمناء الأحزاب المشاركة في الحكومة بالتزام مستشاريها في الغرفة الثانية بالتصويت على مرشح الأغلبية الحكومية. بمن فيهم عباس الفاسي". لكن مصدرا حزبيا تساءل إن كان هذا سيؤمن هزم مرشح "البام"، الشيخ بيد الله، مؤجلا الجواب إلى مساء اليوم الثلاثاء. وفي ما يشبه ردا على تولي عباس الفاسي ما وصف بتعبيد الطريق أمام التجمعي بنقدور، كمرشح وحيد عن الأغلبية، قال محمد الفاضلي، من الحركة الشعبية، إن "على الوزير الأول أن يقدر العمل البرلماني، والأغلبية النيابية يجب أن تكون منسجمة مع نظيرتها في الغرفة الثانية "، مضيفا أن "الصورة غير واضحة"، دون أن يفسر إن كان "عدم الوضوح"، يهم المشاورات حول المرشح الوحيد، أو حظوظ هذا المرشح في سباق رئاسة مجلس المستشارين. وبينما طالبت مصادر قيادية بحزب الأصالة والمعاصرة بنقدور "برد الدين للبام، الذي دعمه في انتخابات رئاسة مجلس جهة الشاوية ورديغة"، اعتبر مستشارون من الأغلبية أن "بنقدور مهدد بتصويت عقابي لفائدة مرشح البام، من قبل المحيطين به في المقام الأول، نتيجة رفضه منح تفويضات لنوابه في مكتب مجلس المستشارين"، في إشارة إلى صراعه حول هذه النقطة مع نائبه، الحركي محمد الفاضلي. وبينما يرى القيادي الاستقلالي ورئيس فريق الحزب بالغرفة الثانية، محمد الأنصاري، أن "أحزاب الأغلبية مطالبة بتقديم مرشح وحيد، والالتفاف حول اختيارات عباس الفاسي للحسم في هذا الطرح"، رد مستشارون من الأغلبية بأن "الفاسي، وإن نجح في الحسم في مرشح الأغلبية، فإنه لن يؤمن هزم الشيخ بيد الله قبل نهاية الانتخابات". وعبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومرشحه لرئاسة مجلس المستشارين الشيخ بيد الله، عن ثقته في "إمكانية الإطاحة بمرشح الأغلبية الحكومية، مهما علا شأنه"، مؤكدا، في تصريح ل"المغربية"، أن "العمل جار، وكل شيء يسير في الاتجاه الصحيح".