احتضنت ساحة باب بوجلود التاريخية، بعد ظهر أول أمس الخميس، الحفل التقليدي والعريق لطواف "الكسوة" الجديدة لضريح المولى إدريس الأزهر، مؤسس مدينة فاس. وتميز هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص إبراهيم فرج، الحاجب الملكي، ومحمد المنياري، من التشريفات الملكية، ومحمد غرابي، والي جهة فاس بولمان، وعامل عمالة فاس، والمنتخبون، بمرور موكب لفتيات يمثلن المدارس القرآنية بفاس. هكذا كان الطواف بالكسوة مرفوقا بهبات، كما صاحبته أناشيد روحانية لفرق عيساوة، وحمادشة، وكناوة، وفرق شعبية، وجوق نسائي، وتوجه الجميع نحو الضريح بقلب المدينة العتيقة. ويعد حفل الطواف موعدا سنويا يضربه سكان العاصمة الروحية مع التاريخ العريق لمدينتهم، وملتقى للتنوع الثقافي والغنى الروحي. وكان مولاي إدريس الأزهر، مؤسس مدينة فاس، شخصية وازنة، وهو سليل االدوحة النبوية، كما اشتهر بعلمه وورعه ومعارفه العميقة بالدين الإسلامي. يشار إلى أن المولى إدريس الأزهر، الذي ولد سنة177 هجرية الموافق ل 793 ميلادية، تولى الحكم خلفا لوالده المولى إدريس الأول وعمره لا يتجاوز11 سنة. وأبان عن حنكة ودراية كبيرتين كرجل دولة على مدى 25 سنة من حكمه. وأسس مدينة فاس سنة 192 هجرية (808 بالتقويم الميلادي).