أجرى وزير الداخلية، شكيب بنموسى، أول أمس الاثنين بالرباط، مباحثات مع وزير الداخلية وما وراء البحار والجماعات الترابية الفرنسي، بريس أرتوفو، تمحورت حول السبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في مختلف الميادين. وأفاد بلاغ مشترك صدر في أعقاب هذا اللقاء، الذي حضره سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، أن الطرفين تطرقا للتعاون الثنائي في مجال محاربة الإرهاب والاتجار في المخدرات والأشكال الجديدة للجريمة المنظمة. وأضاف المصدر ذاته أن الطرفين تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول البعد الإقليمي للإرهاب، الذي يشكل بالنسبة للجانبين تحديا حقيقيا، ليس فقط بالنسبة للبلدين، ولكن أيضا بالنسبة لبلدان شمال إفريقيا وأوروبا. وعبر المسؤولان عن ارتياحهما للجهود المبذولة من قبل المغرب في مجال التقليص من المساحات المزروعة بالقنب الهندي، وتفكيك شبكات التهريب. وأضافا أن محاربة فعالة للاتجار في المخدرات يمر أيضا عبر التحكم في العرض والطلب. وسجل بنموسى و أرتوفو بارتياح التطور الحاصل في مجال التعاون بين الإدرات المغربية والفرنسية في مجال اللامركزية واللاتمركز. وفي ضوء تبادل وجهات النظر، خلال هذا اللقاء، اتفق الطرفان على عدد من التوجهات. فبخصوص محاربة الإرهاب، أفاد البلاغ، أنه سيجري تعزيز التعاون في هذا المجال، من خلال تبادل متواصل ومنتظم وسريع للمعلومات بين مصالح البلدين. وفي ما يتعلق بمحاربة الاتجار في المخدرات، أوضح المصدر ذاته، أن الوزيرين اتفقا على تكثيف المبادلات العملية والتعاون التقني في هذا المجال، وأعربا عن عزمهما على الاستغلال الأمثل لمركز التنسيق لمحاربة المخدرات في المتوسط، الذي يوجد مقره في تولون، والذي يوفر إطارا جديدا من التعاون، امتدادا لمركز العمليات والتحليل البحري لمحاربة ترويج المخدرات، الكائن مقره بلشبونة. كما اتفقا على أن تشكل هذه الآليات قاعدة ملائمة للعمل المشترك لمحاربة الاتجار الدولي في المخدرات عن طريق البحر. وبخصوص محاربة الجريمة عبر الإنترنت، التي أضحت مجالا للتعاون، ما فتئت تتزايد أهميته بين فرنسا والمغرب، اتفق الوزيران على برنامج يهدف إلى تعزيز الآليات في هذا المجال. وستجري مواصلة التعاون في مجال الحماية عبر أجهزة الفيديو والإحصائيات المتعلقة بالجريمة، من خلال تطبيق فعلي لإعلان النوايا بين وزيري داخلية البلدين في مجال الحماية عبر الفيديو، والإحصائيات المتعلقة بالجريمة، الموقع في 23 أكتوبر 2008 بباريس. وفي ما يتعلق بأمن المطارات، أكد البلاغ المشترك أنه سيجري تطوير تبادل الموظفين بين مسؤولي الشرطة على حدود المطارات المغربية والفرنسية. وبخصوص تزوير الوثائق، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لدراسة أي طلب للتعاون من قبل الجانب المغربي. وفي ما يخص التعاون الإداري، أخذ الوزيران علما بالطابع المجدد والاستراتيجي، الذي يكتسيه تبادل التجارب بين البلدين في مجال اللامركزية واللاتمركز. وفي هذا الاطار، أبرز البلاغ أن الوزيرين اتفقا على إحداث صندوق جديد للتضامن الأولي لدعم مسلسل اللاتمركز، ومواصلة تبادل إيفاد بعثات على الصعيد المحلي. وأكد وزير الداخلية وما وراء البحار والجماعات الترابية الفرنسي، بريس أرتوفو، على "جودة" العلاقات المغربية الفرنسية، وإرادة البلدين في "العمل والتقدم معا" في مختلف المجالات. وقال أرتوفو على أمواج إذاعة الرباط الدولية، إنه جرى التطرق، خلال مباحثاته مع وزير الداخلية، شكيب بنموسى ل"مواضيع مهمة للغاية" بالنسبة للمغرب وفرنسا، خصوصا مكافحة ترويج المخدارت وشبكات المخدرات. وذكر بهذه المناسبة بأنه جرى "تسجيل نتائج مدهشة بالمملكة في مجال مكافحة ترويج وبيع القنب الهندي"، وهو - يقول الوزير الفرنسي- ما يفسر "انخراط المغرب في معركة ضد ما قد يصبح ظاهرة". وأضاف أنه جرى التطرق أيضا لمواضيع أخرى من قبيل التعاون الأمني ومكافحة كافة أشكال الإرهاب، مع تعزيز تبادل المعلومات والوسائل والخبرات التقنية، خصوصا في مجال الشرطة العلمية، باعتبارها ضرورية لتفكيك عدد من الشبكات التي قد تصبح خطيرة. وقال "تطرقنا، من جهة أخرى، إلى قضايا الحماية عبر أجهزة الفيديو، التي تشكل وسائل مهمة جدا في مكافحة جميع أشكال تهريب المخدرات والإرهاب". وأعلن أن "إصلاحا تاريخيا ستشهده فرنسا، وسيهم مجموع الجماعات الترابية"، مشيرا إلى أنه أطلع نظيره المغربي بنموسى على المحاور الكبرى لهذا الإصلاح، الذي يعتبر أنه "الأكثر أهمية، منذ نحو ثلاثين عاما". وأكد أن المملكة، بدورها، منخرطة في حركة كبرى من الإصلاحات.