أجرى أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يوم الاثنين بالرباط، محادثات مع وزير الداخلية وما وراء البحار والجماعات الترابية الفرنسي بريس أرتوفو بشأن سبل تعزيز التعاون الثنائي. وأكد أورتفو في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء أن الاجتماع تطرق إلى العديد من القضايا المتعلقة بالجالية المغربية بفرنسا وخاصة تكوين الأئمة. وأشار إلى أن المهاجرين المغاربة يعدون من الجاليات الأكثر اندماجا في فرنسا، بالنظر للروابط التاريخية القائمة بين البلدين، مضيفا أن « مهمتنا تتمثل في تسهيل الاندماج والقيام بجميع ما يلزم حتى يتم في أفضل الظروف». من جهته، قال التوفيق إن الاجتماع مكن من التباحث مع الوزير الفرنسي بشأن السبل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي، وتمكين الجالية المغربية من الاندماج بشكل أفضل في المجتمع الفرنسي مع الحفاظ على ثقافتها وهويتها. وزير الداخلية شكيب بنموسى بدوره كان له لقاء في نفس اليوم بالرباط مع وزير الداخلية الفرنسي أرتوفو، تمحور حول السبل الكفيلة بتطوير التعاون الثنائي في مختلف الميادين. وأفاد بلاغ مشترك صدر في أعقاب هذا اللقاء، الذي حضره سعد حصار، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية ، بأن الطرفين تطرقا للتعاون الثنائي في مجال محاربة الارهاب والاتجار في المخدرات والأشكال الجديدة للجريمة المنظمة. وأضاف المصدر ذاته أن الطرفين تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول البعد الاقليمي للارهاب الذي يشكل بالنسبة للجانبين تحديا حقيقيا، ليس فقط بالنسبة للبلدين ولكن أيضا بالنسبة لبلدان شمال افريقيا وأوربا. وعبر المسؤولان عن ارتياحهما للجهود المبذولة من قبل المغرب في مجال التقليص من المساحات المزروعة بالقنب الهندي، وتفكيك شبكات التهريب. وأضافا أن محاربة فعالة للاتجار في المخدرات تمر أيضا عبر التحكم في العرض والطلب. وسجل بنموسى وأرتوفو بارتياح التطور الحاصل في مجال التعاون بين الادرات المغربية والفرنسية في مجال اللامركزية واللاتمركز، ومحاربة الارهاب حيث سيتم تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال تبادل متواصل ومنتظم وسريع للمعلومات بين مصالح البلدين. وفي ما يتعلق بمحاربة الاتجار في المخدرات، أوضح المصدر ذاته ان الوزيرين اتفقا على تكثيف المبادلات العملية والتعاون التقني في هذا المجال. وبخصوص محاربة الجريمة عبر الانترنت التي اضحت مجالا للتعاون ما فتئت تتزايد أهميته بين فرنسا والمغرب، اتفق الوزيران على برنامج يهدف الى تعزيز الآليات في هذا المجال. وستتم مواصلة التعاون في مجال الحماية عبر أجهزة الفيديو والاحصائيات المتعلقة بالجريمة ، وذلك من خلال تطبيق فعلي لاعلان النوايا بين وزيري داخلية البلدين في مجال الحماية عبر الفيديو والاحصائيات المتعلقة بالجريمة، الموقع في23 اكتوبر 2008 بباريس. وفي ما يتعلق بأمن المطارات، أكد البلاغ المشترك انه سيتم تطوير تبادل الموظفين بين مسؤولي الشرطة على حدود المطارات المغربية والفرنسية. وبخصوص تزوير الوثائق، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لدراسة أي طلب للتعاون من قبل الجانب المغربي. وفي ما يخص التعاون الإداري، أخذ الوزيران علما بالطابع المجدد والاستراتيجي الذي يكتسيه تبادل التجارب بين البلدين في مجال اللامركزية واللاتمركز. وفي هذا الاطار، أبرز البلاغ أن الوزيرين اتفقا على إحداث صندوق جديد للتضامن الأولي لدعم مسلسل اللاتمركز، ومواصلة تبادل ايفاد بعثات على الصعيد المحلي.