يشكل موضوع الشأن المحلي أحد المواضيع التي مازالت تطرح الكثير من النقاش، نظرا لخصوصية التقسيم الإداري والترابي، الذي مازال يقوم على المركزية والتمركز، ورغم أهمية هذا الموضوع على الصعيد السياسي، إلا أنه مازال لم يأخذ حقه في الكتابة السياسية. في العدد المزدوج لمجلة "مسالك" لسنة 2009، التي يديرها ويرأس هيئة تحريرها رضوان زهرو، جرى تسليط الضوء على الشأن المحلي بالمغرب، انطلاقا من افتتاحية رئيس التحرير، التي حملت عنوان "الاختلال المحلي"، ومساهمات عدد من الأساتذة والمختصين، التي تناولت الحديث عن النخبة المحلية داخل النسق السياسي المغربي، وهو الموضوع الذي حاول من خلاله الباحث سلمان بونعمان تسليط الضوء على النخبة المحلية وربطها بالمشاركة السياسية وتدبير الشأن المحلي. ومن المواضيع الأخرى التي حبل بها هذا العدد المزدوج، موضوع التدبير الجماعي والديمقراطية الجماعية، وهو من بين المواضيع التي ما تزال تثير نقاشا عميقا، كون الغرب عاش تجربة الديمقراطية منذ سنوات، وبالتالي بات ممكنا تحليل التجربة، وهو الأمر، الذي سعى إلى إبرازه محمد زين الدين، الذي طرح مجموعة من الإشكاليات التي ترتبط أساسا بالمشاركة في تدبير الشأن المحلي. وارتباطا بموضوع التدبير المحلي، طرح رشيد لبكر إشكالية كبيرة تتعلق بتدبير المدن الكبرى، انطلاقا من تجربة وحدة المدينة ليصل في نهاية المطاف إلى خلاصة مهمة، مفادها أن تدبير المدن الكبرى مازالت تعتريه الكثير من الاختلالات. من جانبه تطرق الباحث حفيظ يونسي، إلى القصور الذي يعتري تدبير الجباية المحلية، وطالب بضرورة إعادة النظر في هذا الملف، خصوصا أن هناك الملايير من الأموال، التي تحرم منها الجماعات المحلية بسبب غياب سياسة جبائية متوازنة. وارتأى الباحث حسن طارق تسليط الضوء على تجربة التناوب التي انطلقت في سنة 1997، وأكد من خلال مقاله أن هذه التجربة لم يسلط عليها الضوء بالشكل اللازم، وتحتاج إلى تحليل سياسي لتحديد معالمها الكبرى، مشيرا إلى أن صدور مذكرات عبد الرحمان اليوسفي من شأنها أن تميط اللثام عن مجموعة من الجوانب المهمة في هذه التجربة. يذكر أن مجلة "مسالك"، تعنى بالجانب القانوني، تأسست سنة 2004، وتضم مجموعة من الأساتذة المتخصصين.