بات المعطي بن قدور، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، مهددا بفقدان منصب رئاسة مجلس المستشارين، بعدما عبر حزب الحركة الشعبية، المشارك في التحالف الحكومي، عن نيته في التنافس على هذا المنصب السياسي، في انتخابات تجديد مكتب رئاسة الغرفة الثانية للبرلمان، المزمع إجراؤها بعد الثاني من أكتوبر المقبل. ومن خلال معطيات توصلت إليها " المغربية"، فان الصراع حول رئاسة مجلس المستشارين سيتسع بالتحاق حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة بمضمار السباق، ما سيجعل جميع الاحتمالات واردة في تشديد الخناق على حزب الأحرار في الحفاظ على إرث رئاسة هذا المجلس. وقال المعطي بن قدور ل"المغربية" عن هذا الوضع "في الحقيقة، نحن، أحزاب الأغلبية، رغم خروج حزب الأصالة والمعاصرة (من الحكومة، ومن التحالف البرلماني مع الأحرار)، فإننا سنقدم مرشحا وحيدا للتنافس على رئاسة مجلس المستشارين". وردا على سؤال حول دخول أحزاب من التحالف الحكومي حلبة التنافس على رئاسة مجلس المستشارين، أكد بن قدور "بدأنا الإصلاح، وإذا كان الإصلاح سيفتح شهية التنافس بين الأحزاب حول مواصلته، فمرحبا بهذا التنافس". في سياق متصل، عبر محمد الأنصاري، القيادي الاستقلالي، ورئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين، عن رغبة حزب الميزان في دعم مرشح أحزاب الأغلبية الحكومية، دون أن ينفي أو يؤكد عزم الحزب الترشح لهذه الانتخابات. واعتبر الأنصاري، في تصريح ل "المغربية" أن "موقف حزب الاستقلال من قرار الترشح لرئاسة مجلس المستشارين سيتضح أكثر على ضوء نتائج انتخابات تجديد ثلث الغرفة الثانية للبرلمان"، معتبرا أن "حزب الاستقلال يتوفر على كوادر مؤهلة لتولي منصب رئاسة مجلس المستشارين". بيد أن الأنصاري، وهو أحد قدماء مستشاري الغرفة الثانية، برر سعي حزبه بدعم مرشح الأغلبية الحكومية، خاصة في الدور الأخير من انتخابات رئاسة مجلس المستشارين، بتوجس أحزب الأغلبية مما وصفه ب "اكتساح مرتقب لحزب الأصالة والمعاصرة في انتخابات تجديد ثلث مستشاري الغرفة الثانية". وبينما أكد الأنصاري أن الاستقلال ملتزم، في إطار تحالف أحزاب الأغلبية الحكومية، بقطع الطريق على مرشح حزب الأصالة والمعاصرة في انتخابات رئاسة المستشارين، بات مؤكدا أن الأمين العام لحزب الجرار، محمد الشيخ بيد الله، هو المؤهل الأول للتنافس باسم الحزب، على رئاسة مجلس المستشارين، بعد الصعود إلى قبة البرلمان في انتخابات 02 أكتوبر المقبل، يقول مصدر حزبي. وبخصوص حزب الحركة الشعبية، الذي كان خسر الصراع على رئاسة مجلس المستشارين العام الماضي، أمام التجمعي، المعطي بن قدور، في الطور الأخير، بعدما رجحت أصوات مستشاري الاستقلال والأصالة والمعاصرة كفة حزب الحمامة، فانه، اليوم، عاقد العزم على إزاحة الأحرار من كرسي رئاسة الغرفة الثانية. ويقول مصدر حركي، نقلا عن الأمين العام للحزب، امحند العنصر، في اجتماع للمكتب السياسي، الجمعة الماضي" أود أن أطمئن الإخوان أننا قبلنا دخول الحكومة، ليس مقابل الحصول على مناصب وزارية فقط، ولكن مقابل الحصول على مناصب سياسية على قدر كبير من الأهمية"، في إشارة إلى رئاسة أحد مجلسي البرلمان. ويبقى محمد فضيلي، نائب رئيس حزب السنبلة، والخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، بن قدور، الذي يسود التوتر علاقته بنوابه حول تفويض الاختصاصات، في طليعة الكوادر الحركية، التي سيقدمها الحزب للتنافس على رئاسة مجلس المستشارين، مستفيدا من وعود في هذا الباب من أحزاب في الأغلبية الحكومية، خارج التجمع الوطني للأحرار.