بينما ذكرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية، يوم الثلاثاء المنصرم، أن "الموسم الفلاحي المقبل للفرولة في مدينة ويلبا"، التابعة لمنطقة الأندلس في إسبانيا، لن يستقبل اليد العاملة المغربية، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها حاليا إسبانيا..نفت مصادر مطلعة من وزارة التشغيل المغربية، صحة الخبر، وأكدت ل "المغربية" استمرار التعاقد بين المغرب وجمعيات المشغلين في الضيعات الفلاحية الإسبانية بهذا الخصوص. وأوضحت المصادر ذاتها أن وزارة التشغيل لم تتوصل بأي رسالة رسمية بخصوص هذا الموضوع، تتحدث عن وقف الالتزامات المبرمة بين الجانب المغربي وجمعية المشغلين الإسبان في المجال الفلاحي، التي تتشاور سنويا مع وزارة الشغيل، في بداية كل موسم فلاحي، لمدها باليد العاملة المغربية، المكونة من عاملات أمهات، يعملن بموجب عقود عمل موسمية، مبينة أنه من المرتقب انتقاء أزيد من 12 ألف مغربية للعمل في حقول "ويلبا". مقابل ذلك، نفت المصادر ما جاء في الصحيفة الإسبانية من أن المشغلين الإسبان "سيعطون الأولوية للمواطنين الإسبان، الذين يعانون البطالة في القطاع الفلاحي، البالغ عددهم، حسب أرقام رسمية، 21 ألف شخص بالمنطقة، فضلا عن العمال القادمين من بلدان أوروبا الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، البالغ عددهم 11 ألف شخص". واستندت المصادر في طرحها إلى نتائج تقييم عملية انتقاء عاملات الفرولة للفترة بين 2008 و2009، التي وصفتها بالإيجابية، والتي دفعت بوزارة التشغيل وهيئة التشغيل الأندلسية إلى وضع مخطط لجلب اليد العاملة لسنة 2010. وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أنه لا مجال للمقارنة بين اليد العاملة المغربية، وتلك القادمة من شرق أوروبا، بسبب حرية تنقل هذه الأخيرة في جميع دول أوروبا سعيا وراء فرصة عمل، بينما يوجد تعاقد رسمي بين المغرب وإسبانيا، يحكمه القانون لتنفيذه. وتحدثت المصادر عينها عن أن العاملات المغربيات في حقول "ويلبا" يحظين بثقة مشغليهن الإسبان، بفضل التجربة التي راكمنها في المجال، وانضباطهن وجودة عملهن، لمعارفهن بأسرار المجال الفلاحي. ويأتي الحديث حول هذا الموضوع، بعد أن سجل، في السنة الماضية، تطور ملحوظ في الإقبال على العاملات الفلاحيات المغربيات، منذ أن انطلقت العملية سنة 2003، بعدد يقدر ب 330 عاملة موسمية، للوصول إلى أزيد من 12 ألف عاملة، سنة 2010. واستبعدت المصادر وجود أي علاقة بين تحفظ الإسبان على نسبة عودة عاملات حقول الفرولة، ونسبة الإقبال عليهن، بسبب ارتفاع مؤشر عودتهن إلى المغرب، بعد قضاء فترة عملهن الموسمي من 20 في المائة سنة 2003 إلى أكثر من 90 في المائة السنة الماضية، مع استفادتهن من تجديد عقود عملهن الموسمية، الذي ساهمت فيه عملية الانتقاء المعتمدة منذ سنتين، والتي أصبحت تستهدف المناطق القروية، وبشروط مضبوطة. وكانت مندوبة التشغيل بالحكومة المستقلة للأندلس، ماريا خوسي غارثيا براتس، أكدت، الاثنين الماضي، في تصريحات صحفية، أنه جرى تشغيل 5500 من العمال الإسبان والأجانب المقيمين في إسبانيا من قبل أصحاب الضيعات والتعاونيات العاملين في مجال الفرولة، وأن 3000 آخرين سيستقدمون من بلدان شرق أوروبا الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، فضلا عن تشغيل عدد آخر من العاطلين بالإقليم.