تستعد "التنسيقيات المحلية ضد الغلاء وتدهور الخدمات الاجتماعية" في مختلف المدن، لعقد اجتماعات مكثفة، ابتداء من يوم أمس الاثنين، من أجل تسطير "برنامج نضالي" ضد موجة الغلاء، الذي طال مختلف المواد الاستهلاكية مع بداية شهر رمضان. وأكد محمد أبو النصر، منسق تنسيقية مناهضة الغلاء بالبيضاء، في تصريح ل"المغربية"، أن أعضاء تنسيقية الدارالبيضاء، بصدد عقد اجتماعات، وإطلاق نقاشات حول المواد الأساسية، التي عرفت أثمانها "زيادات مهولة"، مشيرا إلى أن تلك الاجتماعات سيتمخض عنها "برنامج نضالي، سيشمل وقفات منددة بارتفاع الأسعار أمام ولاية الدار البيضاء، وحملات تحسيسية من أجل دفع الحكومة إلى التراجع عن تلك الزيادات". وأضاف أن تنسيقيات مناهضة الغلاء في المغرب مازالت حديثة العهد (عمرها سنتان)، وأن نشطاءها عاقدون العزم، في هذا الدخول، على "رص صفوف المناضلين في التنسيقيات والنهوض بهذه التجربة، وتصحيح الاختلالات، وتكريس الإيجابيات في صيرورة حماية مكتسبات الشعب المغربي". واعتبر أبو النصر أن "الزيادات الصاروخية، التي عرفتها المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان ناتجة عن السياسات المتعاقبة، منذ سنين، في هذا البلد، التي يطبعها الانسياق وراء توجيهات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، إضافة إلى العامل الداخلي، الذي يتميز باقتصاد الريع، واحتكار ثروة البلاد من طرف مافيا ضد القوت الشعبي للأغلبية الساحقة من المواطنين". وأضاف أن قانون المالية لسنة 2009 يعكس هذه السياسات، التي أسماها باللاشعبية واللاديمقراطية. من جهته اعتبر محمد غفري، المنسق الوطني لتنسيقيات الغلاء، أن الزيادات في أثمان المواد الأساسية في رمضان لم تأت في وقتها، ولم تراع الظروف الاجتماعية والقدرة الشرائية للمواطنين خلال هذا الشهر، الذي يتزامن مع الدخول المدرسي. وأضاف أن غلاء المعيشة لا يؤثر فقط على القدرة الشرائية، بل أيضا، على استقرار البلاد. أما في ما يتعلق بتأخر التنسيقيات في وضع برنامج لمواجهة تلك الزيادات، فأكد غفري أن اللجنة الوطنية للتنسيقيات كانت تنتظر الدخول الاجتماعي لعقد اجتماعات ولقاءات في هذا الشأن، كما كانت تنتظر رد فعل التنسيقيات المحلية، التي قال إنها بدأت تعقد اجتماعات، وتناقش وضعيتها للرد محليا على اللجنة. من جهة أخرى، قال غفري إنه، "بعد تنظيم التنسيقيات المحلية معاركها النضالية، ستخوض اللجنة الوطنية لتنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات، معركة على الصعيد الوطني ضد الغلاء". يشار إلى أن تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات، عرفت، نهاية السنة الماضية، انشقاقا خلال الملتقى الرابع، الذي عقد بالمقر المركزي للحزب الاشتراكي الموحد، بالدارالبيضاء، إذ أسس منشقون تنسيقية، أطلق عليها اسم "الكرامة". وقال غفري إن "تنسيقية الكرامة اختارت هذا الاسم لرغبتها في الاهتمام بجميع المواضيع، التي تمس كرامة المواطن، بما فيها غلاء الأسعار"، موضحا أن تنسيقية الغلاء يقتصر دورها على غلاء المعيشة.