الساعة تشير إلى 00: 00 من الثلاثاء 17 ماي.. فرحة عارمة تغمر أجواء معبري سبتة ومليلية المحتلتين، وكأن الأمر يتعلق باستقبال عام جديد، بينما شوهدت عشرات الدراجات النارية والهوائية والسيارات تطلق منبهات صوتها، وهي تعبر بطريقة سلسة في الاتجاهين. وكان على متنها فقط المسافرون الأوروبيون أو المغاربة الحاصلين على تأشرة "شنغن" للسفر برا إلى المدينتين المذكورتين. أما المغاربة العاملون بشكل قانوني فيهما، والذين حرموا من استئناف أعمالهم منذ إغلاق الحدود مع بدء جائحة كوفيد-19، فسيمكنهم العبور مجددا إلى سبتة أو مليلية اعتبارا من 31 ماي الجاري، وهو الموعد الذي ينتظره المئات من المغاربة لتكتمل الفرحة بإعادة فتح المعبرين. وأتاح فتح المعبر في البداية عودة بعض المغاربة الذين كانوا عالقين منذ عامين تقريبا في سبتة بالخصوص، وسط أجواء من الفرح والزغاريد، بحسب ما نقلته عدد من المواقع الإخبارية المحلية. وأمام مدخل المعبرين، شوهد رجال الشرطة المغربية يقومون بمعاينة الوثائق المدلى بها من لدن المارين، ومن ضمنها جواز التلقيح ضد كوفيد 19 يتضمن جرعتين على الأقل أو اختبار "بي سي آر" يتم إجراؤه قبل 72 ساعة كحد أقصى. وتأتي إعادة فتح المعابر ضمن خارطة طريق استئناف العلاقات بين الرباطومدريد التي أعلن عنها بداية أبريل الماضي، بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط واستقباله من طرف جلالة الملك محمد السادس. وشملت خارطة الطريق بين البلدين حتى الآن، استئناف الرحلات البحرية، والتعاون في محاربة الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى عملية عبور المغاربة المقيمين بأوروبا عبر موانئ البلدين خلال عطلة الصيف المقبل. وكان معبري سبتة ومليلية أغلقا قبل عامين بسبب جائحة كوفيد-19، من جهة، والأزمة الدبلوماسية بين مدريدوالرباط، من جهة أخرى. واستبعد مصدر مسؤول في المغرب، في خرجة إعلامية، تناقلتها عدد من المواقع الإخبارية، أن يؤدي فتح الحدود البرية إلى عودة تدفق السلع المهربة من المدينتين المذكورتين بأثمان رخيصة، وهي تجارة كانت نشيطة بشكل كبير قبل أن تُوقفها السلطات المغربية في خريف 2019، وهو القرار الذي كانت له آثار سلبية على ممتهني التهريب المعيشي، وخصوصا النساء اللواتي وجدن أنفسهن في حالة بطالة قاسية، إلا أن السلطات بالمغرب سارعت إلى الإعلان عن توظيف المئات من هؤلاء في مصانع، فضلا عن إنشاء منطقة اقتصادية بمدينة الفنيدق المجاورة.