شرعت وزارة الصحة في تشكيل لجنة خاصة لرفع الرقابة الوبائية واليقظة الجينومية لمتابعة الحالات التي قد تصاب بالتهابات كبدية غير معروفة في المغرب، على خلفية تسجيل حالات للإصابة بها لدى بعض الأطفال في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي عدد من الدول الأوروبية. وتضم اللجنة في عضويتها مجموعة من الأطباء المتخصصين في طب الأطفال وفي علم الجينومات والتهابات الكبد والأمراض المناعاتية لدى فئة صغار السن. ويأتي تشكيل هذه اللجنة في إطار رفع المغرب لمستوى الرقابة الوبائية واليقظة الجينومية، ترمي إلى جمع المعطيات حول الأسباب الكامنة وراء ظهور هذه الحالات من التعفنات الكبدية لدى فئة الأطفال مع الإبلاغ عن نتائجها على الصعيد الوطني والعالمي من خلال توجيه إخبارية إلى المنظمة العالمية للصحة، وفقا لما أوصت به بهذا الخصوص، لاتخاذ التدابير الصحية اللازمة. ووفقا لتفاعل المغرب مع الإصابات المسجلة عالميا بالتهابات الكبد لدى الصغار، تجري عملية وضع طلبيات التزود بمجموعة من المسرعات اللازمة لإجراء الاختبارات الجينومية على فيروس «أدينوفيروس» adénovirus «، عبر تقنية البحث عما يعرف علميا ب»السيروتيب 41»، بعد أن وضع العلماء والباحثون على الصعيد الدولي فرضية وجود هذا النوع من الفيروسات وراء حدوث تلك الالتهابات الكبدية لدى مجموعة من الأطفال على الصعيد الدولي. ويتزامن البحث الجينومي والعلمي حول فيروس «أدينوفيروس» adénovirus « مع تخصيص زاوية للبحث العلمي خاصة بالتمحيص حول هذا الفيروس في عينات الصغار المصابين، بعد العثور عليه لدى مصابين بالتهابات الكبد الفيروسية المجهولة في مقابل عدم تسجيل إصابتهم بأي نوع من الأمراض الفيروسية الكبدية المعروفة لدى فئة الصغار. وفي هذا الصدد، تحدث البروفيسور المصطفى الفاهيم، مسؤول المنصة الجينومية بالمركز الوطني للبحث العلمي في الرباط، في تصريح ل»الصحراء المغربية». ويندرج ضمن المعطيات الأولية لجمع المعلومات حول الالتهابات الكبدية مجهولة السبب في المغرب، عدم تسجيل أي حالة إصابة بها على الصعيد الوطني، إلى غاية كتابة هذه الأسطر، في مقابل استكمال البحث عن مجموع المؤشرات المرصودة لدى الأطفال المصابين بها على الصعيد الدولي، منها عدم تجاوز عمر المصابين ل16 سنة، وأغلبهم يقل عمرهم عن 10 سنوات، ثم ارتفاع نسبة أنزيمات الكبد لديهم بما يفوق 500 وحدة لقياس هذه الأنزيمات، وأخيرا رفع الرقابة الوبائية على الالتهابات الكبدية من صنف «A» إلى «E». من جهته، تحدث الدكتور مولاي سعيد عفيف، طبيب أطفال، عضو جمعية «أنفو فاك المغرب»، أنه يقصد بفيروس « adénovirus «، أحد أنواع الفيروسات التي تتمظهر على شكل أعراض صحية، مثل صعوبات في التنفس ومشاكل في الجهاز المعوي للأطفال، أو من دون أعراض دالة عليها، أو قد يكون سببها تفاعلا مناعاتيا موجها نحو الخلايا الكبدية. وذكر عفيف أن العالم لا يتوفر حاليا على أي لقاح مضاد ل adénovirus، ما قد يرفع احتمال توجه العلم والعلماء نحو توفير هذا النوع من اللقاحات لتوفير حماية أعلى لفئة أطفال العالم، على غرار توفر لقاحات مضادة لفيروس التهاب الكبد الفيروسي نوع A وB، متحدثا بنبرة تفاؤلية بخصوص صحة الأطفال المغاربة، الذين ربما يتمتعون بحماية مناعاتية ضده بفعل الاحتكاك والاختلاط في الوسط المدرسي، الذي قد يكون ولد لديهم مناعة طبيعية ضد «الأدينوفيروس». وفي انتظار الأبحاث الجارية، فإن الأسر المغربية مدعوة إلى الانتباه إلى بعض الأعراض المرضية، مثل تغير لون بول وبراز أطفالهم مع الحرص على استشارة الطبيب حول وجود علامات غير معتادة، علما أن الأطباء المتخصصين في طب الأطفال مدعوون، أيضا، إلى المساهمة في جمع المعطيات حول الموضوع من خلال إخبار المصالح المختصة بوزارة الصحة.