قال عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار " إن تنزيل نظام الباكالوريوس في بعض المسالك كان تجريبيا، على أن يتم النظر في إمكانية تعميمه مستقبلا، إلا أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أبدى عدة ملاحظات بخصوص هذا النظام، معتبرا أنه يطرح مجموعة من الصعوبات التنظيمية والتدبيرية. وأضاف ميراوي، في رده على سؤال شفهي طرحه الفريق الحركي بمجس النواب، مساء اليوم الاثنين، حول مآل نظام الباكالوريوس، أنه يمكن تلخيص أهم النقاط التي تناولها تقرير المجلس في تمديد مدة التكوين بالسلك الأول من التعليم العالي بسنة إضافية، حيث اقتصر على إرساء وحدات الكفايات الحياتية والذاتية ووحدات الانفتاح، وأفضى إلى تقليص في الغلاف الزمني المخصص للوحدات المعرفية من 80 إلى 54 في المائة، وعدم إبراز البعد المهني لسلك البكالوريوس، كما يوضح ذلك غياب وحدات ممهننة في هيكلته البيداغوجية. كما خلص المجلس، حسب الوزير، إلى عدم وضوح التصور الذي سيعتمد لتنويع العرض التكويني لمؤسسات الاستقطاب المفتوح وملاءمته مع الحاجيات التنموية، ولم تتم الإشارة إلى كلفة تعميم الباشلور أو حتى انعكاساته على جودة منظومة التعليم العالي، فضلا عن إشكالية التأطير البيداغوجي في المؤسسات ذات الولوج المفتوح تظل مطروحة، خصوصا فيما يتعلق بالتكوين في اللغات والمهارات الأفقية بالنظر إلى العدد المرتفع للطلبة بهذه المؤسسات. وأخذا بعين الاعتبار لهذه النقط المذكورة، حسب الوزير، ونظرا لغياب النصوص التشريعية المؤطرة له، تقرر التراجع عن تعميم نظام الباشلور والاستمرار في العمل بنظام الإجازة كما هو معمول به حاليا، مع العمل على بلورة إصلاح شامل للمنظومة، وفق مقاربة تشاركية ابتدأ العمل بها بالتنسيق مع جميع الفاعلين، حيث قامت الوزارة بإطلاق سلسلة من المشاورات من أجل بلورة المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وأوضح المسؤول الحكومي، أنه من بين طموحات هذا المخطط الوطني، إرساء إصلاح بيداغوجي شامل ومندمج، واعتماد مقاربات متجددة ومبتكرة، بما في ذلك إدراج الكفايات الذاتية والحياتية كجزء لا يتجزأ من مسار التكوين بغية تعزيز قابلية التشغيل لدى الخريجين، ودعم قدراتهم على التكيف مع التطورات المتسارعة لسوق الشغل، بالإضافة إلى تملكهم للحس المدني وقيم المواطنة المسؤولة، والتطوع الجمعوي، والإلمام بالتاريخ العريق للمملكة وروافدها الثقافية ورموزها. وأفاد ميراوي، أن كافة الطلبة المسجلين في مسالك الباشلور المفتوحة برسم السنة الجامعية 2021-2022، تم إدماجهم في مسالك الإجازة المعتمدة في الدراسات الأساسية أو مسالك إجازة جديدة في نفس التخصص مع الحفاظ على المكتسبات التي تم إنجازها.