يزداد عدد اللاجئين مع تزايد عدد النزاعات في العالم، حيث يضطر السكان في المناطق المشتعلة بالحروب إلى مغادرة منازلهم بحثا عن مأوى في بلدان أخرى. والمغرب من بين هذه البلدان التي تستقبل آلاف اللاجئين منذ سنوات عديدة. فقد أظهر تقرير لمفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، صدر في 29 أبريل، وجود ما يقرب من 20.000 لاجئ وطالب لجوء في المغرب، إلى حدود نهاية شهر مارس المنصرم. وتشير هذه الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء في المملكة بلغ تحديدا 19.620، الجزء الأكبر منهم يوجد في حالة تقديم طلب المساعدة، وعددهم 9522 شخصا. ويشكل السوريون غالبية طالبي اللجوء في المغرب. وتشير الأرقام في هذا الصدد إلى وجود 5150 شخصا سوريا يقيمون في المملكة المغربية. ويأتي بعدهم، اليمنيون، الذين يبلغ عددهم حاليا نحو 1171 لاجئاً، ويمثلون 12.3 في المائة من المجموع طالبي اللجوء، ثم مواطنو إفريقيا الوسطي، بنسبة 9.9٪ ، والإيفواريون بنسبة 4.5٪. وتعمل مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالمغرب، منذ سنوات، على إيجاد حلول ناجعة لأوضاع هؤلاء الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من مواطنهم الأصلية، إذ تقوم المنظمة بتقديم جميع أنواع المساعدات الإنسانية والحماية لهم، وتعمل بشكل أساسي على دمجهم بطريقة سريعة وفعالة وآمنة في المجتمع المغربي. وقد طورت المفوضية برنامجا طموحا أدى إلى تسجيل أكثر من 90 في المائة من الأطفال اللاجئين في المدارس الابتدائية في المغرب في عام 2020، مما يضمن لهم ظروفا متساوية لمواصلة تطوير تعليمهم، إضافة إلى خدمات اجتماعية لائقة وفرص تدريب للمهاجرين من أجل اندماج اجتماعي واقتصادي أفضل. وكانت لورا بالاتيني، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة، أشادت بجهود المغرب في تبني مقاربات إنسانية لإدارة قضايا الهجرة. وقالت في مقابلة مع وكالة المغرب العربي للأنباء إن المغرب من البلدان القليلة التي نصبت نفسها كنموذج لإدارة قضايا الهجرة والمعاملة الحضارية للأجانب مع توفير حياة كريمة لهم، مشددة على أن المؤسسات المغربية المسؤولة عن القضايا المتعلقة بالهجرة قد أظهرت نضجا كبيرا في التنسيق مع المنظمات غير الحكومية الدولية لتوفير مساحة مناسبة للمهاجرين للعيش بكرامة. ويعد المغرب أول بلد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يطلق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء(NSIA)، التي تحدد آليات الاستجابة لتلبية احتياجات اللاجئين وطالبي اللجوء على الأراضي المغربية.