يزور وفد حكومي إسباني المملكة، بعد يوم غد الخميس، للتحضير لعملية عبور "مرحبا 2022". وأكد ذلك بيان لوزارة الداخلية الإسبانية صدر قبل متم الأسبوع الماضي. وكشف البيان، عن برنامج عمل الزيارة، التي ستفتتح باجتماع مجموعة العمل المشتركة بين البلدين لوضع الترتيبات النهائية لعملية العبور، التي يعبر خلالها مئات الآلاف من المغاربة المقيمين في مختلف الدول الأوروبية لقضاء عطلتهم الصيفية في وطنهم، وفي اليوم الموالي الجمعة سيعقد اجتماع آخر لمجموعة العمل المشتركة المعنية بقضية الهجرة. كما أكد بيان وزارة الداخلية الإسبانية، مواصلة مجموعات العمل الإسبانية المغربية، التي تم إنشاؤها إثر الزيارة، التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى المملكة المغربية، لاجتماعاتها لتسليط الضوء على جميع التفاصيل التي تهم إعادة فتح المعابر الحدودية المغلقة منذ مارس 2020، مسجلة الأجواء الإيجابية لتقدم العمل الذي تقوم به اللجنة، وهو ما سيتوج بإعادة فتح المعابر الحدودية بشكل تدريجي وفق ضمانات الأمن والصحة والسلامة. وحسب تصريح إعلامي لوزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكي، يتوقع أن تفتح الحدود البرية المغربية الإسبانية حوالي منتصف ماي الجاري، وبعد استكمال النقاش بين وزيري داخلية البلدين بشأن تفاصيل إعادة فتحها من جديد. إذ أعلن، وزير الداخلية الإسباني، أن عودة المعابر الحدودية البرية إلى نشاطها "أصبح وشيكا"، مؤكدا سفره إلى المغرب لمناقشة ترتيبات فتح الحدود وإطلاق عملية "مرحبا"، كما أكد أن العودة التدريجية والمنظمة لحركة نقل المسافرين والبضائع، وأبرز أن الحكومة الإسبانية قررت تمديد إغلاق المعبرين الحدوديين لسبتة ومليلية المحتلتين لمدة أسبوعين آخرين، استنادا إلى القرار المتعلق بالتدابير الصحية المتخذة للحد من تفشي فيروس "كوفيد 19". واعتبر محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن الواقع الجديد للعلاقات المغربية الإسبانية أصبح يسمح باستئناف عملية مرحبا انطلاقا من التراب الإسباني، بعد قرار رئيس الحكومة الإسبانية بخصوص وجاهة مبادرة الحكم الذاتي، مشيرا إلى أن تغيير الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، مهد لاستئناف الرحلات البحرية من كل الموانئ الإسبانية نحو المملكة المغربية. كما سيمكن التقارب الجديد بين البلدين من استئناف "عملية مرحبا" لعودة مغاربة العالم إلى وطنهم، عبر الموانئ الإسبانية التي أصابها الشلل لسنتين متتاليتين، وهوما سينعش الرواج التجاري للجارة الشمالية، أثناء تنظيم عملية العبور. وقال إن "إسبانيا إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي يمكن أن تكون بمثابة جسر مهم لتمثيل المصالح المغربية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، والمغرب بلد محوري في القارة الإفريقية والشرق الأوسط، ويعد ثاني مستثمر إفريقي في القارة، يمكنه أن يساعد إسبانيا على التموقع في الأسواق الإفريقية الواعدة لاستثمار فرص منطقة التجارة الحرة الإفريقية، خاصة أنها قريبة من غرب إفريقيا". من جهته، قال الحسن جفالي، الباحث في العلاقات الإسبانية المغربية وشؤون الهجرة، إن "الاهتمام الإسباني الآن ينصب حول متى يتم فتح الموانئ في وجه الحركة التجارية التي تذر عليهم أموالا طائلة، والتي ستساهم في التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها لأكثر من سنتين متتاليتين"، مشيرا إلى أن الموقف الإسباني الجديد من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يمهد الطريق لقرب الإعلان عن قرار رسمي للمملكة المغربية يتم بمقتضاه استئناف عملية "مرحبا" من داخل التراب الإسباني وباستعمال موانئ الجنوب الإسباني للعبور نحو المغرب.