أقيم مساء أمس بالمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) بالدوحة ، حفل بهيج خصص لإبراز جوانب هامة من الثقافة المغربية ، وذلك ضمن برنامج موسمها الرمضاني، الذي خصصته للاحتفاء بثقافات الجاليات العربية المقيمة بقطر تحت عنوان "ليالي رمضانية في الثقافة والأدب". وتميز هذا الحفل الذي أقيم بمكتبة(كتارا) للرواية العربية ، بحضور شخصيات مغربية وقطرية ، ببرنامج متنوع ، اشتمل بالخصوص على تقديم وصلات من الطرب المغربي الأصيل من موشحات وأمداح نبوية ، إلى جانب فقرة خصصت لتقديم إبداعات لصناع وحرفيين يدويين ، تعكس التراث التاريخي والثقافي المغربي المتميز بغناه وأصالته. وشكل الحفل الذي حضره عدد هام من أفراد الجالية المغربية ، فرصة لتأكيد مدى عراقة هذه الإبداعات اليدوية في المغرب، والحفاظ عليها عبر مر العصور، وذلك من خلال عرض للزي التقليدي الذي يميزه القفطان و"التكشيطة" ، والجلباب وبعض الألبسة الأخرى ك"الجابادور" ، أو عبر تقديم أعمال في النقش على الجبس ، الذي يعد فنا من الفنون القديمة بالمغرب التي أبدع فيها وطورها الصناع التقليديون ، وكذا في فن الطبخ من خلال تقديم مائدة تضم أهم أنواع الأطباق المغربية ، إضافة إلى أشكال متعددة ومتفردة من الحلويات . من جهة، أخرى قدم الكاتب المغربي المقيم في قطر ، أحمد حموش ، إضاءة حول مؤلفه " الحب في زمن البطاطا .. أنا صحفي إذن أنا غير موجود " ، الذي صدر له في أواخر سنة 2021 ، والذي يضم قصصا ومقالات ، تستحضر أحداثا اجتماعية وسياسية ، مغربية وعربية ودولية . وقال سفير المغرب بقطر محمد ستري، في كلمة بالمناسبة ، إن المؤسسة العامة للحي الثقافي ، تعتبر حاضنة للثقافات بامتياز ، حتى أضحت منارة ، ليس فقط على الصعيد المحلي ، وإنما أيضا على الصعيدين العربي والعالمي ، ما يجعلها مبعث فخر واعتزاز لدولة قطر . وأكد ستري أن المغرب يحرص دوما على تقديم صورة عن ثقافته الغنية التي تميزه ، مبرزا أن هذه الأمسية خير ما يجسد هذه الصورة ، عبر تقديم تراث المغرب الثري والعريق والغني ، ومدى ارتباط المغاربة به أينما حلوا وارتحلوا . من جهته ، أكد خالد بن ذياب المهندي مدير مكتبة الرواية العربية في ( كتارا) ، أن الحي الثقافي كان حريصا على مشاركة المقيمين من مختلف الجاليات في دولة قطر ، خاصة العربية ، في الفعاليات الرمضانية التي تقيمها ( كتارا) ملتقى الثقافات ، مذكرا بأن بداية"ليالي رمضان في الثقافة والأدب"، كانت مع الجالية المصرية ، ثم تلتها الجالية السودانية والفلسطينية ، ليكون ختامها مع الجالية المغربية التي قدمت ثقافة بلدها وتراثه. أما مدير بيت المغرب الثقافي سعيد دهري ، فاعتبر أن المشاركة المغربية في هذه الليالي ، تشكل وجها من أوجه التعاون الثقافي بين مؤسسة ( كتارا) والجاليات العربية المقيمة في قطر، وأيضا فرصة للتعريف أكثر بثراء الثقافة المغربية ،حيث تم استحضار معاني الزمان، المفعم بنفحات شهر رمضان الأبرك ، عبر صور من ثقافة المغرب الغني بأشكاله وملامحه التراثية .