نظمت جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، نهاية الاسبوع الماضي، بقصر سليمان دار العيادي بمراكش، حفل تقطير ماء زهر البرتقال (الزهرية) في نسخته العاشرة، وذلك في إطار إحياء عادات وتقاليد المملكة. وتخلل الاحتفالات عروض عملية تطبيقية حول طريقة تقطير الزهر، ومراسيمها وطقوسها المغربية العتيقة، بالإضافة إلى وصلات موسيقية وإنشادية تحت إشراف عميد الطرب الأندلسي محمد باجدوب، وجوق أهل آسفي، كما قدم لهاته المراسم المعلم عبد الحق بوعيون وأمتع الحضور بكلام الملحون. وشهدت الاحتفالات حصة للدقة المراكشية وغناء أهل مراكش الموزون من أداء مجموعة، أفوس بابا، للدقة وفنون الطبخ المغربي، واختتمت المجالس بتقديم نتاج التقطير من ماء الزهر للحضور. وحسب مولاي جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش، فإن الجمعية تسعى إلى إقامة عيد سنوي لتقطير الزهر، وترسيم موسميته، مما من شأنه أن يعزز الصناعات الثقافية ويسهم في إشعاع المدينة. وأضاف الكنسوسي في اتصال ب"الصحراء المغربية" أن هذه الاحتفالية تشكل مناسبة يطلع فيها مجموعة من الزوار على عرض حرفي لتقنية كيفية تقطير ماء الزهر، مؤكدا على ضرورة الاهتمام والعناية بعملية تقطير الزهر، باعتبارها من التقاليد المتوارثة. وأشار إلى أن مدينة مراكش ومثيلاتها من المدن العتيقة، لا تزال تحتفظ بها على الرغم من الإدخالات العصرية الحديثة التي أصبحت تزاحمها، وتدفع بها إلى الانقراض والاندثار. وتشتهر عدد من المدن المغربية بعملية تقطير "ماء الزهر" من قبيل فاس ومكناس وسلا، والتي ما تزال منتشرة بين أحضان المدينة الحمراء، التي عرفت على الصعيد الوطني بتوفرها على عدد كبير من الحدائق والعراصي البيئية والطبيعية التي تزدهر بها أشجار الرنج.