أفادت مصادر طبية «الصحراء المغربية»، أن مديرية الأدوية والصيدلة، التابعة لوزارة الصحة، تجري حاليا مجموعة من الاتصالات مع اتخاذ مجموعة من التدابير لضمان توفير أحد الأدوية الأساسية التي تدخل في علاج الأطفال والكبار المصابين بأمراض المناعة الأولية وأمراض أخرى في المغرب، بعد تسجيل ندرة في كميات هذه الأدوية في المصالح الطبية المتخصصة وعدم توفرها في مجموعة من الصيدليات. ويأتي تحرك مديرية الأدوية والصيدلة، تفاعلا مع مطلب أسر والأطباء المعالجين لهؤلاء الأطفال المنتمين لجمعية هاجر للأطفال المصابين بأمراض المناعة الأولية، إلى جانب تدارس الرسائل المطلبية التي توصلت بها السلطات الصحية المعنية من قبل جمعية هاجر، والتي وجهت إلى كل من وزير الصحة ورؤساء غرفتي البرلمان والمستشارين ورؤساء فروعهم. ويتعلق الأمر بدواء أساسي وحيوي، وهو علاج مناعي يعرف وسط الأطباء ومستعمليه بتسمية «إمنوكلولبين»، يستوجب أخذه وفق جدولة زمنية وجرعات محددة، تحت تهديد حياة الأطفال والكبار والمصابين بضعف المناعة الأولي في حالة أي تأخر في خضوعهم للدواء، إذ تراكم التعفنات والالتهابات في أجسامهم دون أن يستطيع جهازهم المناعي الطبيعي التصدي لها، يفيد البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ في طب الأطفال، متخصص في أمراض المناعة الأوليةْ، في تصريح ل»الصحراء المغربية». ويعزى تراجع مستوى توفر هذه المادة العلاجية إلى مجموعة عوامل، أبرزها تراجع مستوى التبرع بالدم في المغرب، وبشكل بارز خلال فترة جائحة كورونا، بينما ترتكز عملية إنتاج الدواء على مادة «البلازما» المستخرجة من الدم المتبرع به، بعد خضوعها لعملية تحليل وفصل مخبري، يجري في مختبرات خارج المغرب. أما العامل الثاني فيعود إلى ارتفاع الطلب على استعمال الدواء بعد تزايد عدد المرضى المستعملين له من أمراض أخرى، غير أمراض المناعة الأولية، على الصعيد الدولي ثم عامل توقف أحد المختبرات الصيدلانية عن تموين السوق من هذه المادة العلاجية لأسباب تظل غير واضحة لدى مصادر «الصحراء المغربية»، ناهيك عن وجود أنباء حول استعداد أحد المختبرات لتوقيف تموين المغرب من هذا الدواء، تقول مصادر «الصحراء المغربية»، فضلت عدم الكشف عن اسمها. ويعد الدواء، موضوع الرسالة المطلبية للمرضى وأسرهم وأطبائهم، من الأدوية مرتفعة الكلفة، تتراوح ما بين 1300 درهم إلى 4800 درهما، حسب الجرعات الموصوفة وفقا لوزن المريض، يعطى مرة واحدة في الشهر لمرضى المناعة الأولية، مدى الحياة، بجرعات تتراوح ما بين قاروة واحدة إلى 6 قارورات شهريا، حسب وزن المريض. وخلافا لذلك، يعطى الدواء نفسه، مرة واحدة خلال البروتوكول العلاجي الموصوف لباقي الأمراض الأخرى، غير الأمراض المناعية، مثل التهابات القلب والأمراض العصبية. وهو ما يثقل كاهل الأسر ويزيد من أعبائها النفسية إلى جانب الأعباء الصحية للمرض، ما يتطلب من الجهات المسؤولة التدخل لتوفير الدواء الذي لا بديل له، وعليه تتوقف حياة المرضى وبه يستطيعون الاستمرار في ممارسة أنشطتهم الحياتية المعتادة من تمدرس وعمل وحياة اجتماعية.