أشاد الخبراء الباحثون المشاركون في الندوة التي نظمتها المديرية العامة للجماعات الترابية والمعهد العالي للإعلام والاتصال حول "التحول الرقمي للجماعات الترابية والتنمية المحلية"، أمس الثلاثاء، بالرباط، ضمن سلسلة ندوات حول التواصل العمومي الترابي، بالمجهودات التي تبذلها الوحدات الترابية في مجال الرقمنة وتقريب الخدمات من المواطنين. وأكد هؤلاء الباحثون أن التكنولوجيا الرقمية وصلت إلى مستوى غير مسبوق من حيث النضج والتطور على المستوى الوطني وهو ما يعكسه مؤشر عدد المشتركين في الإنترنيت، حيث يناهز 93 في المائة من عدد السكان، مبرزين أن المغرب يتوفر على بنية تحتية مهمة لتطوير الخدمات الرقمية. وشدد الباحثون على أن أزمة كوفيد 19 أظهرت أن رقمنة المساطر مهمة، مطالبين بضرورة العمل في اتجاه تبسيط الخدمات عن بعد. وأبرز الباحثون المختصون في الرقمنة بالجماعات المحلية أنه تم وضع استراتيجية من أربعة محاور تهم الحكامة والموارد البشرية ثم تجهيز الجماعات المحلية من خلال التوفر على المعدات والإنترنت والبنيات التحتية، وكذا التطبيقات المتعلقة بالتسيير الداخلي أو رقمنة المساطر، معلنين أنه خلال السنوات الثلاث المقبلة سيتم بلوغ 100 في المائة من رقمنة الجماعات الترابية. وكشف خبراء الرقمنة بالجماعات المحلية، أنه في ما يتعلق بنموذج الدارالبيضاء للخدمات، تم إعداد مخطط لوضع رؤية ستواكب تنزيل مخطط 20182023، مفيدين أن هذه الرؤية تتكون من 23 محورا. وفي الصدد نفسه، أوضحوا أن شركة الدار البيضاء، قامت بإنشاء منصة كلود آمنة، مضيفين أنه تم الاستفادة من تنزيل المشاريع الوطنية، كالحامل الإلكتروني وتطوير مشاريع بشراكة مع المديرية العامة للجماعات ومنصة مجالس ومنصة كازا مخازن ومنصة التوزيع الخاص بالأمراض المزمنة. وكشف الخبراء عن المشاريع التي هي في طور التنزيل، من قبيل إدارة النزاعات ومشروع الافتحاص الداخلي. وأوضح المتحدثون ذاتهم أن مديرية الجماعات الترابية، تبذل مجهودات لمواكبة الجماعات الترابية من أجل تسريع الرقمنة، مضيفين أن المديرية وضعت استراتيجية في كل ما هو تقني وإداري ومالي. وأضاف الخبراء الباحثون أن المديرية تعمل على تأطير الجماعات من أجل وصول إلى الأهداف المتوخاة، من أجل تحسين العلاقة ما بين المواطنين والإدارات والشركات لتجويد الخدمات وتسهيل الولوج إليها وتهييء المجالات للتحول الرقمي وتنمية الاقتصاد الرقمي، وأكدوا أن هناك عدة مدن قامت بعدة مبادرات ناجحة في الدار البيضاء والداخلة وشفشاون، داعين إلى الاستفادة منها. وأعلن المشاركون في هذا اللقاء أن 900 إدارة ومؤسسة عمومية انخرطت في تطبيقات رقمية، مبرزين دور الوكالة الرقمية من أجل التحول الرقمي .