اقتربت فرق الوقاية المدينة، الخميس، من إنقاذ الطفل الريان، الذي سقط الثلاثاء، داخل ثقب مائي جاف بعمق 32 متراً في قرية "إغران"، بالجماعة الترابية تمروت، بإقليم شفشاون، حيث قضى داخلها أزيد من 48 ساعة. وأفاد مصدر من السلطات المحلية أن 5 آليات ثقيلة قامت بحفر أزيد من 22 متر بالموازاة مع البئر، بهدف إنجاز ممر أوسع بعرض 3 أمتار في اتجاه تواجد الطفل العالق، وإخراجه دون أن يلحقه أي أذى، خصوصا أن التربة بمكان حادثة هشة، ويسود تخوف بين المنقذين، من وقوع ردم. وأضاف أن السلطات وفرت مروحية وسيارة إسعاف مجهزة بشكل كامل بآليات طبية جد متطورة، لاستعمالها في حالة تطلب الأمر ذلك لنقل ريان إلى أقرب مستشفى.. وأوضحت مصادر من مكان الحادث، أن الوقاية المدينة ومعها السلطات المحلية، كانت تلقت بلاغاً بسقوط طفل داخل بئر ضيقة، عشية الثلاثاء الماضي، فسارعت فرقها من أجل انتشاله، مشيرة إلى أن الطفل، الذي يبلغ 5 سنوات، ظل سالما وبصحة جيدة طيلة عمليات الإنقاذ، التي استمرت يومين متتالين. وشرح المصدر ذاته، أن فرق الإنقاذ استخدمت أسطوانات أوكسجين وأنزلت أنابيب داخل البئر الجاف، لتزويد الطفل بالأوكسجين والماء، بالتزامن مع استخدام الحفارات ومعدات الإنقاذ الثقيلة، خصوصا بعدما تعذر على رجال الإنقاذ النزول إلى البئر أو نشله بسهولة، لأن البئر بالكاد يبلغ عرضها خمسين سنتيمترا. وكان أحد المتطوعين حاول، ليلية سقوط ريان، النزول إلى البئر مدعوما بحبل، لكنه علق في الطريق، بعدما اعترضه حواجز طبيعية تتمثل في ضيق الثقب، على بعد بضعة أمتار من تواجد الطفل، التي لا تتعدى 38 سنتمتر، يصعب معها نزول أي شخص مهما كان نحيلا. وتكررت مثل هذه المحاولات أربع مرات قبل أن تمنعها السلطات لعدم جدواها. لكن نزول المتطوعين مكّن من أخد صور لريان بالهاتف المحمول، تُظهر أنه مصاب ووجهه ملطخ بالدم، لكنه ما زال يتنفس ويتحرك، الأمر الذي أنعش الآمال في نفوس والديه وباقي الحاضرين، وعجل بالاستغاثة برجال الوقاية المدنية والسلطات العمومية. و بالموازاة مع ذلك، انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور ريان في قعر البئر، ومعها الآلاف من رسائل التضامن، من داخل المغرب وخارجه، مرفوقة بهشتاغ "أنقذوا الريان..". وقد لقي هذا "الهشتاغ" انتشارا واسعا في العديد من بلدان العالم، خصوصا أن مضمونه يستعيد قصة الفيلم الأمريكي الشهير Saving private Ryan ، الذي يحكي قصة محاولة كتيبة أمريكية استعادة وإنقاذ جندي فقد إخوته جميعا في جحيم الحرب العالمية الثانية. قصص مماثلة.. تابعت العديد من وسائل الإعلام الدولية، تفاصيل إنقاذ الطفل ريان، وبالخصوص الصحف والمواقع الاسبانية، التي استحضرت خلال تغطيتها لهذا الحدث، قصة الطفل خولين (البالغ عامين من العمر)، الذي سقط في بئر بقرية في ريف مالقة، جنوب إسبانيا، سنة 2019، حيث ظلت فرق الإنقاذ، خلال 12 يوما متتالية، تحاول بكل الوسائل الوصول إليه في عمق 103 متر داخل البئر وعرض لا يتجاوز 25 سنتمتر، إلى أن تم الوصول تحت أنظار الملايين من الاسبان الذين كانوا يتابعون العملية مباشرة على شاشات التلفزيون، إلا أنه كان قد فارق الحياة، بسبب برد يناير القارس في عمق البئر. حادث مماثل لكن بنهاية سعيدة، شهدته العراق السنة الماضية، عندما تمكنت فرق الدفاع المدني، من خلال عملية معقدة، من إنقاذ طفل بعمر عام ونصف، بعد سقوطه في بئر بعمق 50 متراً وبقطر ضيق لا يتجاوز النصف متر، بمدينة الموصل، إذ تمت الاستعانة بفتى متطوع نحيل الجسم تم ربط قدميه وإنزاله رأسياً إلى أسفل البئر ليتمكن من الوصول إلى الطفل، وحمله بإحكام ليتم بعدها رفع الاثنين.