تتسم الوضعية الوبائية لانتشار فيروس كوفيد19 في المغرب، بتسجيل تراجع طفيف على مستوى الحالات الإيجابية للإصابة بالمرض، خلال ظرف أسبوع، ما بين 25 و31 يناير الماضي، بعد انخفاض مجموع الحالات الإيجابية على الصعيد الوطني من 6362 حالة، 1151 منها سجلت في البيضاء، وحدها، خلال 24 ساعة من يوم 25 يناير الماضي، إلى 1321 حالة مؤكدة على الصعيد الوطني، 172 سجلت على صعيد الدرالبيضاء، خلال 24 ساعة إلى غاية مساء الاثنين 31 يناير. وخلال الفترة نفسها، تراجع عدد الحالات الخطيرة والحرجة المحالة على أقسام الإنعاش، خلال اليوم الواحد، اذ انتقل عددها من 150 حالة حرجة، يوم 25 يناير الماضي إلى 80 حالة محالة يوم الاثنين 31 يناير، مع تسجيل تراجع في عدد الحالات النشطة، بعد ان انتقلت من 58 ألفا و631 حالة، يوم 25 يناير، إلى 40 ألفا و845، خلال 24 ساعة، إلى غاية مساء 31 يناير الماضي، الأمر نفسه بالنسبة إلى تراجع عدد التحاليل المنجزة، التي انتقلت من أزيد من 28 ألف اختبار، خلال 24 ساعة إلى غاية مساء يوم 25 يناير الماضي إلى 7413 اختبارا منجزا في 24 ساعة إلى غاية مساء الاثنين31 يناير. وتبعا لذلك، تشهد أقسام الإنعاش المخصصة للتكفل بمرضى كوفيد، حاليا، شبه جمود في تسجيل الحالات الجديدة المحالة عليها في وضعية حرجة أو خطيرة، في سياق تعرف فيه الوضعية الوبائية تسطيحا لمنحنى الإصابات المؤكدة الجديدة، يوميا، في أفق توقع حدوث انحناء في الخط مجددا، في حالة عدم ظهور أي مستجدات جديدة على الفيروس أو متحوراته، وفقا لما تحدث عنه البروفيسور، رشيد الحرار، رئيس مصلحة الإنعاش الجراحي للمستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، في تصريح ل»الصحراء المغربية». وبالموازاة مع ذلك، ينتظر ما ستكشف عنه أرقام الوضعية الوبائية خلال اليوم الأربعاء وغدا الخميس من الأسبوع الجاري، للتعرف على مدى صدقية التخمين بتراجع الحالات المؤكدة المسجلة، يوميا، والتي ستعطي صورة واضحة عن الاتجاه الذي سيعرفه انتشار وباء كوفيد 19 خلال الأسابيع المقبلة، يضيف الحرار. وتبعا لذلك، فإن أرقام الوفيات المصرح بها، يوميا، تهم المرضى المكتشفة إصابتهم منذ أسابيع، ممن تعرضوا للأشكال الحرجة أو الخطيرة للمرض وأحيلوا على أقسام المستعجلات، حيث تمتد فترة خضوعهم للعلاج ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع، من يوم اكتشاف الأعراض الأولى للمرض، يوضح أستاذ الإنعاش والتخدير. وتسمح المؤشرات الحالية بتوقع حدوث استقرار في الوضعية الوبائية لانتشار الفيروس في المغرب، انطلاقا من منتصف شهر فبراير الجاري وإلى غاية شهر مارس، أخذا بعين الاعتبار مساهمة الموجة الثالثة للوباء في تشكيل ما يعرف بالمناعة الطبيعية الجماعية عقب الانتشار الواسع والسريع بعدوى المتحور الجديد «أوميكرون» في المغرب، ثم تجاوز الموجة الوبائية لتوقيت ذروتها القصوى، أو ما يعرف في الوسط الطبي بمصطلح «البيك». وتبعا لذلك، تنكب أقسام الإنعاش، في الفترة الحالية، على التكفل بمرضى كوفيد19، أغلبهم من الفئة العمرية التي تتجاوز 70 سنة، والحاملة لعوامل الخطر للإصابة بمضاعفات صحية عند التقاط عدوى الفيروس، نصف هؤلاء المرضى غير ملقحين ضد سارز كوف2. في مقابل ذلك، حذر الحرار من حالة التراخي في الاستمرار في احترام التدابير الاحترازية من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين، لتفادي معاودة توسع انتشار الفيروس مجددا، وفي أي لحظة، مع التوصية بالإقبال على التلقيح بشكل كامل للحماية الفردية وتفادي نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، لا سيما المسنين منهم والمصابين بأمراض مزمنة، الذين يظلون الفئة الأكثر هشاشة صحيا أمام عدوى فيروس كوفيد19، والأقل تحملا للمضاعفات الخطيرة للمرض المفضية إلى الموت.