تستمر الوضعية الوبائية لانتشار المتحور الجديد "أوميكرون" لفيروس كوفيد19 في المغرب في إثارة مزيد من القلق، بسبب تزايد الحالات الخطرة والحرجة داخل مصالح الإنعاش، بشكل يومي. وتعود مصادر هذا القلق إلى الارتفاع المتوالي لنسبة ملء أسرة الإنعاش في المصالح الاستشفائية المخصصة لكوفيد19، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، حيث وصلت نسبة الملء إلى الأوج، في سياق وبائي يعرف حاليا قمة منحنى الإصابات الإيجابية، وفقا لما تحدث عنه البروفيسور شفيق الكتاني، اختصاصي طب التخدير والمستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، في تصريح ل"الصحراء المغربية". ويأتي ذلك بعد انتقال نسبة ملء أسرة الإنعاش إلى 11.4 في المائة، خلال 24 ساعة إلى غاية مساء أمس الأحد، بعد أن كانت النسبة 10.6 يوم السبت المنصرم، و10.9 يوم الجمعة الماضي. وأكد اختصاصي طب الإنعاش والمستعجلات أن عدد الوفيات يأخذ دائما منحنى تصاعديا، إذ تسجل يوميا وفيات جراء عدوى كوفيد مع ارتفاع عدد الحالات الخطرة في الإنعاش، أخذا بعين الاعتبار المضاعفات الحرجة التي يتعرضون لها بسبب الفيروس والأمراض المزمنة التي يعانون منها قبل ذلك. وتبعا لذلك يتوقع تسجيل ما بين 20 إلى 30 وفاة، يوميا، خلال الأسبوع المقبل، مع توقع تزايد عدد الوفيات خلال الأسبوعين المقبلين، احتسابا لمدة الاستشفاء الطويلة التي يتطلبها التكفل العلاجي بالحالات الخطرة والحرجة داخل أقسام الإنعاش، والتي تتراوح ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع مع احتساب الفارق الزمني بين فترة الإصابة بالعدوى والتعرض للمضاعفات الصحية، يوضح أستاذ طب الإنعاش والطب الاستعجالي. كما يصاحب ذلك ارتفاع في عدد الإصابات الإيجابية المؤكدة لدى المصالح الطبية المختصة، بعدد يتراوح ما بين 5 آلاف و6 آلاف حالة، يوميا، أخذا بعين الاعتبار عدد المرضى الذين لا يجرون اختبارات الكشف عن الإصابة بالفيروس والذين لا ترصدهم سجلات إحصاء الحالات المؤكدة المعلن عنها بشكل رسمي، ما يرفع عدد الحالات النشطة إلى ما يفوق 68 ألف شخص. ودعا الكتاني المواطنين إلى الوعي بواقع أقسام الإنعاش المخصصة لكوفيد19، حاليا، كونها خصصت للتكفل بمرضى كورونا، بينما حرمت العديد من الحالات المرضية الأخرى من فرصة الاستشفاء لأجل أمراض أخرى، بالنظر إلى تأجيل مجموعة من العمليات الجراحية، منهم مرضى السرطان، كما يواجه المرضى ومعهم الأطر الصحية صعوبات توفير سرير إنعاش لمرضى آخرين مصابين بجلطات دماغية أو حالة ربو أو مضاعفات السكري التي تستوجب سريرا في قسم الإنعاش. ونبه الكتاني إلى خطورة "أوميكرون" الذي يفتك بمجموعة من الحالات المصابة بالعدوى، خلافا للخطاب المتداول بين عموم الناس حول خفة الإصابة بالمرض، ذلك أن خفة درجة الإصابة به تكون هينة لدى عينة من الناس بفعل المناعة التي اكتسبوها عبر التلقيح، بينما لا يصدق الأمر نفسه على المرضى الذين يحملون عوامل الخطر، منها التقدم في السن، ضعف المناعة، عدم تلقي التلقيح والإصابة بأمراض مزمنة وخطير