بناء على المعطيات الوبائية الحالية لانتشار كوفيد 19 في المغرب، من المنتظر تسجيل ارتفاع كبير على منحنى الإصابات المؤكدة بالفيروس في المغرب، إذ من المتوقع أن تعوض الإصابات بالمتحور الجديد «أوميكرون » عدد الإصابات بالسلالة السابقة «دلتا »، في ظرف أسبوعين من الآن ما قد يرفع عدد الإصابات في المغرب إلى مستويات عالية جدا ومثيرة للمخاوف بسبب سرعة انتشار «أوميكرون »، وفقا لما تحدث عنه البروفيسور كمال المرحوم الفيلالي، رئيس مصلحة الأمراض التعفنية والمعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، في تصريح ل "الصحراء المغربية ". وتأتي هذه التوقعات في سياق موسمي، سيغتنم معه كوفيد 19 الشهور الباردة وأسلوب التراخي في احترام التدابير الاحترازية، لإصابة عدد مهم من الناس بعدوى الفيروس، لا سيما في ظلتخلي عدد كبير من الناس عن ارتداء الكمامة أو ارتدائها بشكل غير صحيح، إلى جانب اللامبالاة بخصوص قاعدة التباعد الجسدي والغسل المنتظم لليدين وتعقيمهما بالمحلول الكحولي، يوضح الاختصاصي نفسه. ويستند في توقع هذا السيناريو إلى المؤشرات الوبائية الحالية لانتشار كوفيد 19 على الصعيد الوطني، في مقدمتها وصول عدد الحالات النشيطة إلى 4 آلاف و 278 حالة، خلال 24 ساعة، إلى غاية مساء أول أمس الاثنين. وينضاف إلى المؤشرات الوبائية المذكورة، وصول مؤشر الإصابة خلال 24 ساعة إلى 3.2 أشخاص في كل 100 ألف نسمة، ووصول معدل الفتك إلى 1.5 في المائة خلالالفترة نفسها. وتنذر هذه المعطيات الوبائية، بانتقال عدد الإصابات المؤكدة، خلال اليوم الواحد، إلى ما بين 2000 إلى 3000 حالة يوميا، مع سيادة أوميكرون، وارتفاع عدد التحاليل المنجزة، يوميا، للكشف عن الحمض النووي لكوفيد 19 ، أخذا بعين الاعتبار الوضعية الوبائية الحالية في فرنسا، حيث باتت تسجل 72 ألف حالة في اليوم. ورغم المعطيات التي تبعث على التفاؤل بخصوص خفة الإصابة بعدوى «أوميكرون » التي لا تتطلب إحالة على المستشفى، وفقا لنتائج الأبحاث الجارية في جنوب إفريقيا، فإن المخاوف من وقوع انتكاسة وبائية في المغرب، يبرره ظرفية فصلية تنتشر فيها مجموعة فيروسات في آن واحد، منها «دلتا » و »أوميكرون » والأنفلونزا الفصلية «لاكريب .» وتبعا لذلك، يتوقع أن ينتج عن سرعة انتشار «أوميكرون »، التأثير سلبا على المنظومة الصحية، من حيث رفع مستوى ملء أسرة الإنعاش للتكفل بالحالات الخطيرة أو الحرجة، التي عادة ما يسجل بينها وفيات، ناهيك عن التأثير سلبا على مستوى التكفل بباقي الأمراض الأخرى، التي قد يحتاج المصابون بها إلى أقسام العناية المركزة والإنعاش، يوضح المرحوم الفيلالي.