شب حريق في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، في حافلة للنقل الحضري لمدينة الجديدة، عندما كانت تؤمن رحلتها الاعتيادية صباحا عبر شارع الفقيه محمد الريفي، قبل أن تلتهمها النيران في غفلة من الجميع. ولحسن الحظ أن الحريق، الذي أتى على الحافلة بشكل كلي، لم يخلف وراءه ضحايا في الأرواح، إذ أن العدد القليل للركاب، قدرته مصادر "الصحراء المغربية" في عشرة أشخاص، تمكنوا من مغادرة الحافلة فور انتشار شرارة النيران من محرك الحافلة، ما جعل سائقها يهرع هو الآخر مسرعا لمغادرة الحافة والاتصال بالوقاية المدنية. وعزت مصادر مطلعة حريق الحافلة إلى تماس كهربائي، شب في بدايته على مستوى محرك الحافلة، قبل أن ينتشر في جميع أجزاء الحافلة التي لم يترك منها سوى الإطارات الحديدية، وقد تمكنت عناصر الوقاية المدنية من إخماد الحريق. وعند علمها بالواقعة، حلت العناصر الأمنية وممثل الشركة المخول لها تدبير قطاع النقل الحضري بالجديدة، وتم فتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات وقوع الحريق. وكان مشكل النقل الحضري بمدينة الجديدة قد طفح في الآونة الأخيرة على السطح، وبات نقاش عمومي، سواء في المجالس الجماعية لإقليم الجديدة، أو على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما لقي انتقادات من لدن المواطنين، على خلفية الخدمات التي اعتبروها "غير جدية"، ولا تليق بمدينة الجديدة التي تعتبر من المدن السياحية، وطالبوا في أكثر من مرة بضرورة تعزيز الخطوط والبحث عن منافس جديد يحظى بثقة الجميع وتقديم خدمة نقل حضري في مستوى تطلعات المواطنين، خصوصا الطلبة الذين يعانون على مستوى النقل اليومي من مقر سكناهم إلى حيث توجد المؤسسات التعليمية الجامعية التابعة لجامعة شعيب الدكالي والتي تبعد عن المدار الحضري لمدينة الجديدة، وكذا الخطوط الرابطة بين الجديدة وبعض الجماعات الترابية. وحملت ساكنة الجديدة مسؤولية تدني قطاع النقل الحضري للجهات الرسمية والمسؤولة بالإقليم، مشيرة أن هذه الحافلات لا تليق بتطلعات الساكنة، وأنها مجرد أسطول هش، وطالبت بضرورة البحث عن شركة جديدة من شأنها تقديم أسطول جديد بمواصفات عالية وتقديم الإضافة المرجوة فيما يخص النقل الحضري للمدينة.