انطلقت، مساء أول أمس الاثنين بمدينة جدة، فعاليات الدورة التأسيسية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بمشاركة 135 فيلما من بينها 6 أفلام مغربية موزعة على مختلف أقسام التظاهرة السينمائية، التي تتواصل فعالياتها إلى 15 دجنبر الجاري. ويشارك المغرب في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة "البحر الأحمر"، التي تضم (15 فيلما)، بفيلم "بين الأمواج" (90 دقيقة) إخراج الهادي اولاد محند وإنتاج (قصبة فيلم) للمغربي كريم الدباغ. كما يشارك فيلم "لعبة" للمخرجة المغربية ريم مجدي، في مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة للمهرجان، الذي يعد الأول من نوعه في السعودية. ويروي الفيلم في قصة فتاة في الحادية عشرة من عمرها، تواجه تجربة مؤلمة وهي تلعب كرة القدم في الشارع، فيتحول ملعبها إلى ميدان لكفاحها. ولأنها لا تخاف أحدا، تصر على عدم الاستسلام للظلام. وفي قسم "روائع عربية" الذي يضم 9 أفلام، يشارك المغرب بفيلمي "علي صوتك" إخراج نبيل عيوش و"رؤوسهم خضراء.. وأيديهم زرقاء" إخراج جاي بلغر وكريم الدباغ. ويستعيد فيلم "رؤوسهم خضراء وأيديهم زرقاء" أحداثا وقعت في عام 1959، حيث نشر الكاتب الأمريكي بول بولز، الذي عاش فترة طويلة بطنجة، كتابه "رؤوسهم خضراء وأيديهم زرقاء"، وهو مجموعة مقالات عن السفر ترتكز معظمها على رحلته الممتدة لثلاث سنوات في المغرب، لزيارة قبائل البلاد وتسجيل موسيقاها. وقرر المخرجان كريم دباغ وجاي بلغر تتبع خطى بولز بعد خمسين عاما، مسجلين من خلال الفيلم الكثير من المقطوعات الموسيقية ذاتها، التي تتناقل من جيل إلى جيل. بينما يحكي فيلم "علي صوتك"، الذي يمثل المغرب في مسابقة الأوسكار، قصة مغني راب سابق يعين معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدارالبيضاء، حيث يلتقي بمجموعة من المراهقين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف. ويتنافس المغرب، أيضا، على جوائز مسابقة "سوق البحر الأحمر" المخصصة للمشاريع السينمائية والأفلام قيد الإنجاز بفيلمي "شظايا السماء" للمخرج عدنان بركة، و"عبدلينو" للمخرج هشام عيوش. وتدور أحداث «عبدلينو» حول شاب مغربي حالم، وشغوف بالبرازيل، مغرم ببطلة مسلسل تلفزيوني تدعى ماريا. تنقلب حياته رأسا على عقب حين يصل إلى مدينته داعية أجنبي متطرف يدعى عمرو طالب، ويسيطر عليها. في مدينة مغربية صغيرة، يعيش «عبدلينو» في حجرة على سطح بناية، وزخرفها بزينة برازيلية. يتوهم أنه برازيلي، مما أكسبه لقب «عبدلينو»، كما أنه يعشق ماريا بجنون، فهي بطلة مسلسله المفضل، وتربطه بها علاقة متخيلة. تسير الحياة على ما يرام حتى يصل إلى المدينة عمرو طالب، وهو مبشر متعطش للسلطة ورجل أعمال بارع. في كل شهر، يزور عمرو طالب مدينة عربية مختلفة ليصور حلقة من برنامجه. تجبر والدة عبدلينو ابنها على المشاركة، لكنه يتورط في إهانة المبشر على الهواء مباشرة. يقرر عمرو طالب لحفظ ماء وجهه البقاء والتعامل مع مسألة عبدلينو، وسرعان ما يسيطر على المدينة ولا يتورع عن فعل أي شيء لخداع أهلها. يتخلى المجتمع بالتدريج عن «عبدلينو» وينبذه، فيقرر مواجهة عمرو الطالب لإنقاذ أحلامه وحبه لماريا. وقال المخرج المغربي هشام عيوش إنه يقدم من خلال فيلمه الجديد «عبدلينو» تحية لحرية التعبير والحق في الحلم في دولة ترزح تحت أغلال الدين، مشيرا إلى أن رفض بطل فيلمه «عبدلينو» للزواج بلا حب دليل على رغبته في تكوين هوية مستقلة، ولأن بطلنا يجلب السعادة ولمسة من الجنون إلى حياة عائلته وأصدقائه وجيرانه، فإنه يبدأ رحلته تلك محبوبا من مجتمعه. لكن وصول المبشر عمرو طالب، بشخصيته التي تمثل أخطار الاستغلال الديني والإعلامي والاستعمار، يقلب حياة «عبدلينو» رأسا على عقب، فعمرو طالب، خصم البطل، يغسل عقول ملايين الرجال والنساء بخطابه القائم على غرس الخوف والتبعية الفكرية. «عبدلينو» هو رابع فيلم روائي للمخرج هشام عيوش بعد «أطراف القلب» عن قرية صيد ماتت الحياة فيها، و»شقوق» عن علاقة حب بين ثلاثة أشخاص منبوذين في طنجة، عرض الفيلم في متحف الفن الحديث في نيويورك وغاليري تيت في لندن، وأخيرا، «حمى»، الذي مثل المغرب في مهرجان مراكش الدولي وحصد الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية «فيسباكو». من جانبه قال المخرج المغربي الشاب عدنان بركة إن «شظايا السماء» فيلم وثائقي أمازيغي حول البحث عن شظايا النيازك في الصحراء المغربية، حيث يلتقي محمد البدوي الخمسيني، الذي يسعى إلى تغيير حياته، بعبد الرحمن، العالم الذي يعتمد على الحطام النيزكي لمتابعة أبحاثه حول أصول الأرض والحياة. ولم يتوقع أي من البطلين أن يأخذهما هذا السعي إلى ما هو أبعد من مجرد البحث عن بعض المواد فخلف هذه الشظايا النيزكية تكمن التفاصيل المتشظية للتعقيد البشري، وسعي هذين الرجلين يكشف هذه الأسرار. وأوضح بركة أنه يخوض في الفيلم في أسئلة حول أصل الحياة، مشيرا إلى أن «شظايا السماء» هو رحلة يتوقف أثناءها عن إجبار نفسه على العثور على إجابات لا يمكن الوصول إليها. وعدنان بركة مخرج مغربي مستقل ولد في مراكش وتخرج من المدرسة العليا للسينما قسم الإخراج عام 2011، أخرج فيلمه الوثائقي القصير الأول «تالبانين» عام 2010، وأنهى أول فيلم وثائقي طويل له بعنوان «أپيكس - نجوم هائمة».