انطلقت، أمس الثلاثاء، بالعاصمة الاقتصادية، الورشات التشاورية الموضوعاتية حول التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة الدارالبيضاء – سطات، في شقه الثاني المتعلق ب "الرؤية التنموية والتوجهات الاستراتيجية ومجالات المشاريع". وتستمر هذه الورشات طيلة شهر دجنبر الجاري، وتحتضنها باقي مدن الجهة، بن سليمان، والنواصر، والجديدة، وسطات، والمحمدية، وبمشاركة فاعلين محليين وجهويين، وخبراء في مجالات متعددة، يفوق عددهم 900 شخص. وتأتي هذه المشاورات، التي سيتم تقديم خلاصات لجميع ورشاتها، بعد عامين من مرحلة التشخيص التي استمرت طيلة سنتين. ولعل هذا الحرص على إنجاح التصميم الجهوي إعداد التراب بجهة الدار البيضاء، ما جعل رئيس الجهة عبد اللطيف معزور، يصرح ل"الصحراء المغربية" بالقول إن إصرارنا على التدقيق والتشخيص في نقاط القوة والتحديات التي تواجهها الجهة بجميع مدنها وأقاليمها وأطرافها، قد يجعلنا نشعر بأننا "متأخرين نسبيا" في إنجاز هذا المشروع الاستشرافي، الذي يهم سكان أكبر جهة بالمملكة، مضيفا في التصريح ذاته أن إنجاز هذا التصميم الجهوي يستحق كل الوقت والجهد الذي بذلناه، لأنه سيحدد مصير ومستقبل جهة بأكملها ولمد ة 25 سنة، كما تنص على ذلك مقتضيات القانون التنظيمي رقم 111.14 المتعلق بالجهات، ولا سيما المادة 89 منه. والذي يهدف إلى تمكين مجلس الجهة من بلورة منظور للتهيئة المجالية على مدى ربع قرن، من خلال إنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب، وفق توجهات السياسة العامة لإعداد التراب المعتمدة على المستوى الوطني. وأضاف معزوز أن الهدف من المشاورات التي انطلقت أمس الثلاثاء، وتستمر على مدى 7 ورشات، إلى غاية 24 دجنبر المقبل، هو استقطاب الآراء حول التصورات الممكنة من أجل تنمية الجهة، موضحا أن العمل على إنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب، سيكون بمثابة قاعدة لانطلاق التفكير في المخطط التنموي الجهوي للدارالبيضاء- سطات. وبدا رئيس الجهة مصرا على احترام الآجال المحددة للانتهاء من هذه المشاريع وتقديمها في الوقت المطلوب، فالتصميم الجهوي لإعداد التراب، وفق تصريحه، يجب أن يكون جاهزا في أقل من 4 أشهر، من أجل تقديمه في دورة مارس 2022، بينما يتطلب إنجاز المخطط التنموي الجهوي بدوره عملا متواصلا من أجل الانتهاء منه في غضون أقل من سنة، لتقديمه في دورة يوليوز 2022. وفي ظل هذا الالتزام الدقيق بإنجاز هذه المشاريع في التوقيت المحدد، طالب معزوز، جميع الفاعلين والشركاء ب"التعبئة الشاملة"، لكي يكون التصميم الجهوي إعداد التراب بجهة الدارالبيضاء- سطات، "الأفضل بين باقي جهات المملكة"، حسب تعبيره، سيما أن هذه الجهة تشكل قاطرة التنمية الاقتصادية للمغرب بصفة عامة. للإشارة، فإن التصميم الجهوي إعداد التراب يعد مشروعا أفقيا يهم مجالا ترابيا، كما يهم سكانه وتنظيمه السوسيواقتصادي، وكذا ارتباطه مع الموارد الطبيعية وظروف محيطه البيئي. ومن حيث فلسفته وغايته، فإن الأمر يتعلق بخيار سياسي مشفوع برؤية إرادية موحدة ومشتركة بين الفاعلين والمجالات من أجل بناء مستقبل واعد ومشترك. ولعل هذه الورشات السبع المقترحة في نطاق الأشغال المتعلقة بالاستشراف المجالي، تشكل فرصة مواتية لتبادل وتقاسم الرأي، من أجل إعداد تصميم جهوي يليق بانتظارات سكان جهة الدار البيضاءسطات، التي يقارب عددها 7 ملايين نسمة، حسب إحصاء سنة 2014.