تحتضن مدينة مراكش، يومي 19 و20 نونبر الجاري، فعاليات الدورة العاشرة من سماع مراكش للقاءات والموسيقى الصوفية، التي تشرف على تنظيمها جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته بشراكة مع المجلس الجماعي لمدينة مراكش ومتحف فريد بلكاهية ودار الزليج. وستقام هذه الدورة المختصرة، التي يجري تنظيمها تحت شعار "تراث المدن العتيقة.. خميرة للنموذج الحضري الجديد"، وفق برنامج متنوع من مجالس سماع السماع، كل ذلك في جو روحاني يسهم في معرفة طرق الانفتاح والسماحة والوسع والمحبة في الثقافة المغربية. وتفتتح اللقاءات بعروض الندوة حول بنيان المدن العتيقة ومستقبل النموذج الحضري، يليها حصص من مسرح الحكواتي يقدمها لمعلمين الرواة القصاصين مصحوبين بتلامذة مدرسة الحكي التي أسستها جمعية منية مراكش. وتحتفي دورة هذه السنة من سماع مدينة مراكش للموسيقى الصوفية، بالمهندس المعماري المرموق سيرج سانتيلي الذي درس أستاذا مبرزا بمدرسة الهندسة المعمارية بيلفيل بباريس مدة أربعين عاما، بعد اختيار عمله وبحثه حول المدينة الشرقية العربية الإسلامية، من أبرز الأبحاث الأوروبية التي اهتمت بالنموذج الحضري للمدن العتيقة. ويعيش الجمهور المراكشي وعشاق الموسيقى الروحية العريقة، لحظات مميزة من السماع والمديح والأنغام الصوفية في حفلة موسيقية روحية تتغنى بقيم الإسلام والمدائح النبوية في صيغة أذكار وأشعار صوفية، تحييها مجموعة مولاي هشام التلموذي للموسيقى والطرب بمراكش بإسهام المنشد سعد التمسماني من طنجة وحكيم خيزران من الدارالبيضاء. وسيتخلل الدورة العاشرة من سماع مراكش تنظيم حفل "الصبوحي" أو ما يسمى بذهبية الشروق، بمجلس سماع طرب الآلة يحيه مجموعة هواة طرب الآلة بمراكش بالرئاسة الشرفية للمعلم أحمد البزاري وتنسيق الفنان رشيد الحيحاوي وبمشاركة المنشد سعيد بلقاضي من طنجة، احتفاء بطلوع يوم جديد، وسط أحضان الطبيعة الخلابة والهادئة بحدائق المنارة، وذلك صباح يوم السبت 20 نونبرالجاري. وفي هذا الإطار، أكد جعفر الكنسوسي، مدير موسمية سماع مراكش، أن من أهداف الدورة العاشرة من سماع مراكش، إبراز قيم الهوية والتقاليد الثقافية والروحية بالمغرب، ومن تم الاستجابة للحاجة الروحية والكشف عن الحكمة وعن تعاليم كبار شيوخ الصوفية عبر التاريخ والأزمنة. وأضاف الكنسوسي في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أن سماع مراكش يسعى من خلال هذه اللقاءات إلى الحفاظ على السماع الصوفي الذي هو تراث فني عالمي، ثقافي وروحي، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الفنية والثقافية تسعى إلى خلق جسر التواصل الإنساني والكوني عبر الأنغام الصوفية وفرصة مواتية للتأمل ويبرز للجمهور معاني التفكر والتهمم بالكرامة الانسانية. وأوضح الكنسوسي أن الغاية من مشاركة الشباب الحكواتيين في هذه التظاهرة، إحياء صلاتهم بالميراث العظيم للمديح النبوي الحاضر بقوة بساحة جامع الفنا التاريخية منذ البداية.