«الصحراء أفول الشمولية» هو عنوان كتاب لمؤلفه الصحافي والكاتب الإسباني خوسي ماريا ليزونديا، المهتم بقضية الصحراء المغربية، وبادرت المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير إلى ترجمته من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية وطبعه ونشره ضمن إصداراتها برسم سنة 2021 خدمة للقضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة. هذا الكتاب الذي قدمته المندوبية، أمس الاثنين، في ندوة صحفية بالرباط، بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، بحضور مؤلفه، يتناول عصابة البوليساريو من الداخل، ويكشف عورتها ويفضح أساليبها الملتوية والخبيثة والدنيئة، والتي لا تتوانى في استخدامها بهدف الوصول إلى مطامح طغمة حاكمة متحكمة متسلطة ومتجبرة سرقت حلم مجتمع بكامله، وأخذت الآباء والأمهات رهائن، وأرغمت الأطفال على مغادرة عائلاتهم عن أقدس الأواصر التي تغنى بها الإنسان الصحراوي بل والإنسان في كينونته وصيرورته منذ الأزل، إنهما آصرتا الدم والانتماء. ويعري هذا الكتاب واقع عصابة حاصرت مواطنين صحراويين عزلا فيما يشبه الحظائر سميت تجاوزا بالمخيمات داخل تراب الجنوب الجزائري، ليؤثثوا بهم مجال الفرجة المخصص للوفود من الجمعيات الداعمة أو المراد إسقاطها في فخ المظلومية التي أبدعوا في تجسيدها، وذلك ضمن ما يسمونه في كواليسهم ب«السياحة السياسية». وقد تمكن الكاتب والمؤلف، خوسي ماريا ليزونديا، من خلال هذا المؤلف من تفكيك الأحجية التي أقامت عليها طغمة البوليساريو مشروعها ومن ورائها المحتضنون والداعمون والمساندون، عبر أربعة فصول تناول في أولها «إسبانيا ونزعة المركزية الأوروبية»، وفي ثانيها بسط «الشمولية المتماثلة»، وثالث العناصر أفرده ل«الصحراء وجدلية الحضور والغياب»، وجاء في الفصل الرابع بعنوان يحمل الكثير من الدلالات وهو «من التراجيديا إلى الكوميديا»، أي عندما تحولت وضعية البوليساريو من تراجيديا إنسانية كما تم تسويقها إلى كوميديا سياحية كما أضحت اليوم. وقد حاول هذا الكتاب تفنيد الأخطاء والطرح المغرض الذي تقدمه البوليساريو وداعموها، بالإضافة إلى تحديده لمجموعة من المفاهيم غير الصحيحة التي بني عليها خطاب الانفصال. وفي كلمة بالمناسبة، عبر خوسي ماريا ليزونديا عن «سعادته بترجمة هذا الكتاب من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية وتقديمه بمناسبة عظيمة تتمثل في إحياء الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة»، مضيفا «ما أتحدث عنه في كتابي هو نظرة الإسبان لواقع المسيرة الخضراء وهي نظرة مغلوطة حيث يقولون إن 350 ألف متطوع ليس واقعا تاريخيا». وأفاد الكاتب والمؤلف الإسباني أن الكتاب يبدأ بالتأمل حول الحاضر ويتحدث عن أننا لسنا في زمن القومية العربية ولا الأحلاف التي يمكن أن يتشبث بها البوليساريو للبقاء، كما يتحدث عن بعض الكُتاب الذين كانوا يسمون هؤلاء الصحراويين ب«رحل البيداء»، علما أننا أصبحا في عالم جديد ولم نعد في الأيام السالفة حيث الماركسية والتحالفات التي يمكن أن يتشبث بها الانفصاليون للبقاء. وأكد خوسي ماريا ليزونديا أن الدبلوماسية المغربية كانت وأصبحت أكثر ذكاء وأعطت نتائجها، مشيرا إلى أن آخر خطاب حول الاستقلال كان في الأممالمتحدة سنة 2007، «لكن الحل الآن يجب أن يكون داخل الحكم الذاتي، وهذا يرجع إلى الدبلوماسية المغربية والصبر الذي كانت له نتائج مهمة، ومنها الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح العديد من القنصليات بالأقاليم الجنوبية بالداخلة والعيون». من جهته، قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير، «إن هذا الكاتب والمؤلف الإسباني سبق أن أصدر عددا من الكتب حول القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، وهو يناهض الانفصال». وأضاف الكثيري، في تصريح للصحافة على هامش الندوة الصحفية، أن المندوبية سعت إلى جانب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط إلى ترجمة هذا الكتاب من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية وطبعه ونشره بمناسبة تخليد الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، مشيرا إلى أن هذا الكتاب يطرح مجموعة التحاليل والأبحاث التي تثبت مغربية أقاليمنا الجنوبية المسترجعة. "الصحراء أفول الشمولية".. كتاب لمؤلفه الإسباني خوسي ماريا ليزونديا يكشف عورة البوليساريو ويفضح أساليبها الملتوية