أعلنت جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، خلال لقاء أعضائها مع فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مدينة مراكش، عن ميلاد مشروعين ثقافيين هامين. يتعلق المشروع الأول بإنشاء "مركز توثيق المدن العتيقة والقصور الترابية " تحت إشراف المهندس المعماري الفرنسي الرائد في مجال دراسة المدن العتيقة العربية سيرج سانتيلي متبرعا بخزانته العريقة بآلاف الوثائق العمرانية النفيسة والمهندس المعماري المغربي الشهير إيلي مويال . والمشروع الثاني، يتمثل في افتتاح مدرسة مراكش للحكي بحوالي 30 شاب وشابة للاحتفاء بالموروث الثقافي اللامادي وخاصة الشفهي منه، وتعزيز الساحة الثقافية بالمدينة الحمراء على مستوى تكوين الشباب ذكورا وإناثا، من داخل المدينة وخارجها في فن الحكاية الشعبية. ويشرف الراوي والحكواتي عبد الرحيم الأزلية ومحمد بارز، على مادة تلقين فنون الحكاية، فيما يشرف الخطاط عبد الغني ويدة، على درس تعليم فنون الكتابة العربية والخط المغربي تحديدا، كما يشرف جعفر الكنسوسي مدير مجلة دفاتر تراث مراكش والجهة، على درس في مادة الأدب والتاريخ والتصوف، في حين درس اللغة العربية و آدابها يشرف عليه محمد آأت لعميم أستاذ اللغة العربية بجامعة القاضي عياض، أما مادة المسرح فيشرف على درسها إبراهيم الهنائي الأستاذ بجامعة القاضي عياض. وسيكون المجال مفتوحا للتداريب الحكائية باللغة العربية والدارجة والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية، وتقام هذه الدروس مجانا بمقر جمعية "منية مراكش "رياض الجبل الأخضر بمقاطعة مراكشالمدينة. وتشكل الحكاية جزءا أساسيا من التراث اللامادي للشعوب، الذي يضم الحكايات، والأساطير، وقصص البطولات والخوارق التي روجها الرحالون والمغامرون والمستكشفون بعد عودتهم من رحلاتهم في أقاصي بقاع الدنيا في كل الأزمان. وتتضمن الحكايات التي روج لها الرحالة والمغامرون، أحداثا تاريخية، كما تتضمن أحداثا مبتدعة ومتخيلة ومقاطع لشخصيات خارقة وعجيبة ، ومن ثم فان العجائبي يشكل سمة أساسية ولازمة متكررة في معظم الحكايات وخاصة تلك التي تدور أحداثها في الغابات المظلمة والأدغال الموحشة. وحسب الحكواتي عبد الرحيم الأزلية، فإن الحكايات تعاد صياغتها كلما انتقلت من لغة لأخرى ومن مجال ثقافي لآخر ومن شعب لآخر، وفي كل مرة يتم تطعيمها بعناصر دلالية ورمزية مستوحاة من الأرضية الثقافية للحكواتيين والمتلقين. وشكل هذا اللقاء مناسبة عبرت من خلالها عمدة مراكش عن أواصر الثقة والتقدير التي تجمعها بأهل مراكش ومثقفيها، قامت على أساس العمل المشترك الكبير الذي جمعهم، من أجل بناء أساسات المشاريع الثقافية الكبرى التي حظيت بالموافقة والتنويه في الحضرة الملكية في يناير 2014 ( الحاضرة المتجددة ) باعتبارها رهان أهل مراكش على تحقيق إقلاع حضاري بنَفس جديد وأصيل .. وأكد جعفر الكنسوسي رئيس جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته في اتصال ب"الصحراء المغربية"، أنه بالرغم من أن المجال لا يسمح بالتوسع في سرد المبادرات مثل الاحتفال الكبير بالذكرى 30 على تصنيف اليونسكو مراكش مدينة حاملة للتاريخ والحضارة، تم التذكير بتجاوب "منية مراكش " عبر الخبراء /الأصدقاء ("ايلي مويال " و"الداموسي عبد السلام " مثالا ) مع دعوة السلطات المحلية، بخصوص التنبيه إلى الاختلالات التي واكبت أشغال إصلاح الواجهات والترميم داخل أسوار المدينة، وأيضا احتضان الجمعية لتأسيس "جمعية لقصور (الحي) مراكشالمدينة " كنموذج لجمعيات الأحياء الحريصة على أصالة الحي المراكشي وجودة العيش فيه، المتصالحة مع العصر والمحافظة على جمالية سلسلة القيم التضامنية الأصيلة.