قال المنديلي مولاي عبد الله المدير الإقليمي للفلاحة بمراكش،إن إقليمالحوز حظي بعدة مشاريع همت سلاسل فلاحية تتلاءم مع التغيرات المناخية، موضحا أن سلسلة التفاح تلعب دورا كبيرا بجهة مراكشآسفي وتساهم في تحسين دخل الفلاحين وخلق فرص الشغل ويحمل آمالا كبيرة بالنسبة لساكنة إقليمالحوز. وأضاف المنديلي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المديرية الإقليمية للفلاحة تعمل بعدة مشاريع مخطط المغرب الأخضرخصوصا تلك المتعلقة بالدعامة الثانية، التي يكون فيها تدخل الدولة بصفة مباشرة بتشارك مع المعنيين بالأمر، في إطار المشاريع المندمجة التي تهم من أعالي السلاسل الجبلية إلى أسفلها، وتنطلق من خدمة الأرض والغرس والتتبع إلى تتمين المنتوجات وتحسين إنتاجيات السلاسل المتواجدة بالمنطقة، وتهم تربية الأغنام وسلاسل التفاح والزيتون والجوز والعسل والنباتات العطرية والطبية إلى غيرها من السلاسل الإنتاجية. وأوضح المنديلي، أن سلسلة التفاح استفادت من اهتمام خاص في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، وشهدت تنفيذ العديد من المشاريع المهيكلة، المندرجة ضمن الفلاحة التضامنية، والتي تستهدف كافة مكونات سلسلة قيم شجرة التفاح، مما تطلب تعبئة استثمارات هامة، قصد تعزيز مكانتها. وأشار المنديلي الى أن وزارة الفلاحة، ومن خلال الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ سنة 2008، أولت أهمية كبيرة لهذه السلسلة ، حيث تمت بلورة مشروعين مندمجين ومهيكلين بجماعة آسني، موجهين لتثمين سلسلة التفاح. واستعرض المنديلي مختلف مكونات هذين المشروعين، اللذين يغطيان مختلف مراحل تثمين التفاح، مبرزا أن هذه المبادرات تسعى إلى تحسين عائدات الفلاحين، ومردودية الضيعات الفلاحية، والرفع من جودة الإنتاج، فضلا عن تسويق التفاح من خلال ترميزه بالمؤشر الجغرافي المحمي "تفاح الحوز". وحسب معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة مراكش-آسفي، فإن المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار التفاح في إقليمالحوز تمتد على مساحة 4160 هكتارا. ويتمركز الإنتاج والمساحة الرئيسية لأشجار التفاح، على صعيد جهة مراكش-آسفي، بإقليمالحوز، وتحديدا بالجماعة القروية لآسني، التي تستحوذ، لوحدها، على حصة الأسد بنسبة 57 بالمئة من المساحة المخصصة للتفاح، وبنسبة 63 بالمئة من إنتاج هذه الفاكهة، ويقدر الإنتاج من هذه الفاكهة، برسم الموسم الفلاحي الحالي، ب53 ألف طن. وأوضحت المديرية الجهوية للفلاحة، أن أحد المشاريع المهيكلة المندرجة ضمن الفلاحة التضامنية، والتي تستهدف كافة مكونات سلسلة قيم شجرة التفاح، يندرج ضمن مقاربة دعم تنمية هذه السلسلة الهامة بمبلغ إجمالي قدره 32.8 مليون درهم، ويضم 12 ألف مستفيد، ويشمل العديد من المكونات، من بينها، غرس 230 هكتارا من شجر التفاح، وتهيئة 6 كلم من السواقي، واستصلاح منشأتين لمياه الري، وتشكيل 7 فرق مهنية تتكون من شباب قرويين، منضوين في تعاونيات خدمية. ويهم هذا المشروع بناء وتجهيز 5 وحدات لتثمين ووضع علامة "تفاح الحوز" على هذه الفاكهة التي ينتجها الإقليم، والتي أضحت منتوجا مميزا للجهة. أما المشروع الثاني، الواقع بجماعة آسني، فيهم تشييد وحدة للتبريد، على مساحة 3 آلاف متر مربع، بطاقة تخزين تصل إلى 1500 طن، بمبلغ إجمالي قدره 24.5 مليون درهم. وستمكن هذه الوحدة، التي دخلت طور الاستغلال، صغار منتجي التفاح بإقليمالحوز من التدبير الجيد لتسويق منتوجهم، بشكل يمكنهم من الاستفادة من التطور الإيجابي للأسعار خارج فترة الجني (ربح من 3 إلى 4 درهم/كلغ)، كما ستمكن من توفير حوالي 9700 يوم عمل في السنة. وسيكون لهذه الوحدة، تأثير إيجابي على مردودية صغار الفلاحين، عبر تمكينهم من تحسين مداخيلهم، وجودة صيانة منتوجهم، ومساعدتهم على تسويقه في ظروف جيدة. ويشمل المشروع الثاني، الذي تطلب استثمارا بلغ 67.8 مليون درهم، يشمل، فضلا عن وحدة التبريد، إستصلاح 600 هكتار من أشجار التفاح، وتوزيع 6500 شتلة مصادق عليها، وتهيئة 60 كلم من السواقي، وإحداث 10 كلم من المسالك الفلاحية، لفائدة 913 من صغار منتجي التفاح.