"عندما يكون المعمار سفارة" هو عنوان مؤلف غير مسبوق أصدرته المؤسسة الدبلوماسية بمساهمة وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، يتضمن معلومات موثقة بالصور عن مباني بعض البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب وإقامات سفرائها. ومن أجل تقديم هذا المؤلف والتعريف بمحتوياته، احتضن مقر المؤسسة الدبلوماسية بالرباط، مؤخرا، حفلا ترأسته نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بمعية عبد العاطي حابك رئيس المؤسسة، بحضور عدد من سفراء البلدان الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى بعض مسؤولي الوزارة. وبهذه المناسبة، قدمت نزهة بوشارب مداخلة، أبرزت من خلالها السياق العام لإصدار هذا المؤلف، والمتميز بتوجه وطني ودولي يرمي إلى تثمين التراث المادي واللامادي، باعتباره إرثا تتقاسمه الإنسانية جمعاء ويجسد مفهوم تلاقح الحضارات والثقافات. وفي هذا الإطار، ذكرت الوزيرة بالعناية الخاصة التي يوليها المغرب، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لموضوع تثمين الموروث الحضاري والثقافي في ارتباطه بالهوية المغربية الأصيلة متعددة الروافد، مستحضرة مقتطفات من الرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس، إلى ندوة السفراء المغاربة سنة 2013، والتي أكد فيها جلالته على أهمية الدبلوماسية الثقافية ضمن رؤية دبلوماسية شاملة ومتناسقة تكرس الهوية الحضارية العريقة للمغرب وتستغل موقعه الجيو- ستراتيجي المتميز وتتجاوب مع ثوابته الراسخة. من جانبه، أكد عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الديبلوماسية، أن الكتاب يسلط الضوء على سفارات بالرباط تنسجم هندستها مع النسيج العمراني المغربي مع الحفاظ على ما تزخر به دولها من موروث ثقافي وحضاري، مضيفا أن موضوع السفارة والعمران كان دائما محط اهتمام الدبلوماسيين والسياسيين والمهندسين المعماريين لان تخطيط مبنى سفارة، يكون مرتبطا، من بين أمور أخرى، بهاجس ان تكون هذه البناية ممثلة لثقافة ولحضارة وللموروث الثقافي للدولة المعنية. وأردف رئيس المؤسسة الدبلوماسية أن هذا المؤلف يتيح سفرا ممتعا عبر بنايات السفارات التي تثير الدهشة عبر تاريخ تصميمها وإنجازها ورمزية هندستها. يذكر أن هذا المؤلف في صيغته الأولى اقتصر على سفارات كل من المملكة العربية السعودية، أستراليا، بلجيكا، كندا، الولاياتالمتحدة، مصر، الإمارات العربية المتحدة، أندونيسيا، سلطنة عمان ودولة الفاتيكان، على أساس أن يتعزز هذا العمل التوثيقي بسفارات وإقامات السفراء في الطبعات المقبلة.