قال البروفيسور عزالدين الابراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وعضو اللجنة العلمية والتقنية المتتبعة لكوفيد 19 بالمغرب، إنه يتوقع خروجا محتملا للمغرب من أزمة جائحة فيروس كورونا في نونبر المقبل، شريطة الالتزام الجماعي بالتلقيح. وبحسب الدكتور الإبراهيمي فإن المغرب لديه القدرات التي تتيح له أن يحذو حذو دولة الدنمارك، التي أعلنت رفع جميع القيود الصحية اعتبارا من 10 شتنبر بفضل المعدلات القياسية للتطعيم باللقاحات ضد الكوفيد، معتبرا أن "المغرب وبائيا وتلقيحيا لا يبتعد من الناحية الزمنية إلا بأسابيع قليلة عن الوضعية الدنماركية والبريطانية كما تبين ذلك المنحنيات المرفقة". وأضاف الابراهيمي "يبدو أن كثيرا من المعطيات حول الكوفيد تتجه نحو سيناريو تحوله إلى فيروس موسمي كما حال الأنفلونزا الاسبانية وأن مقاربة الخروج من الازمة ستكون حتما مبنية على التعايش مع فيروس سارس كوف وجعل مرض الكوفيد غير قاتل أو مميت، وذلك من خلال تلقيح أكبر نسبة من الساكنة". وفسر الابراهيمي استشهاده بدولة الدانمارك بالقول "الحقيقة أن المغرب وخلال هذه الازمة الصحية يوجد في صف دول الشمال ولا نجد أي قرين له في الدول الافريقية مثلا. بل نحن النموذج في القارة وبدون منافسة". وذهب الخبير إلى أبعد من هذا الاحتمال مقترحا خارطة طريق واضحة لخروج المغرب من الأزمة، على اعتبار توفره على كميات كبيرة من اللقاح تسمح بتلقيح كل المغاربة فوق سن 12 سنة. واقترح البروفيسور جدولة زمنية للخروج من الأزمة عبر مراحل متعددة تقاس بنسبة الملقحين من عموم ساكنة المغرب، بشرط انخراط الجميع في التلقيح. وتنبني هذه الجدولة على 4 مراحل: المرحلة الأولى: بوصولنا إلى نسبة 50 في المئة (حوالي 15 شتنبر) من المغاربة ستتحسن الوضعية الوبائية لا سيما أنها ستتزامن بداية نهاية موجة دلتا كما تشير لذلك جميع المؤشرات المرفقة التي تحسنت مقارنة مع الأسبوع الفائت المرحلة الثانية: مع بداية شهر أكتوبر والوصول إلى نسبة 60 في المائة من الملقحين، نكون قد بدأنا في حماية كاملة لمنظومتنا الصحية لاسيما إذا ما بدأنا إبانها بتلقيح الفئات المسنة والهشة صحيا بالجرعة الثالثة المعززة المرحلة الثالثة: ببلوغ شهر نوفمبر و70 في المئة من الملقحين نكون قد بدأنا في الخروج التدريجي من الازمة وتخفيف القيود والعودة لحياة شبه طبيعية المرحلة الرابعة: مع شهر دجنبر، نتمنى أن يتمكن المغرب من بدأ تصنيع اللقاحات محليا مما سيعطينا استقلالية صحية ولقاحية وبخصوص تلقيح اليافعين، أوضح الابراهيمي أن اللجن العلمية اعتمدت على المعايير العلمية الدولية للترخيص لهاته اللقاحات للكبار واليافعين "سينوفارم واسراتيزنكا وفايزر"، قائلا "لقاح فايزر وسينوفارم استعملا في أكثر من 25 بلد وطعم به ملايين اليافعين... بل أكثر من ذلك... لقحت بسينوفارم ألاف الاطفال في سن ثلاثة فما فوق في كل من الامارات والصين". وللتوضيح أكثر حول أن "المغرب لا يمكن أن يخرج من هذه الأزمة بدون إفريقيا"، قال الخبير "يمكن أن ننجح في إدارة الأزمة محليا، لكن يجب أن يكون الخروج النهائي كونيا". وختم الابراهيمي بالقول "شخصيا أؤمن علميا وعمليا بالتلقيح كإطار للخروج من الازمة كما أؤمن بذكاء المغاربة وانخراطهم في العملية، ولكني كذلك ضد إجبارية التلقيح وأؤمن بالتواصل السلس كوسيلة لإقناع الجميع. أنا مع حرية الاختيار ولكن ليتحمل كل منا مسؤوليته للخروج من الازمة سريعا وبأقل الخسائر".