تمكن تحالف فيدرالية اليسار من تحقيق نسبة تغطية في اللوائح البرلمانية وصلت إلى 75 في المائة، وحوالي 4000 مرشحة ومرشح في الانتخابات الجماعية، مع تسجيل حضور قوي للشباب والنساء خارج الكوطة المحددة بالقانون. وذكر تحالف فيدرالية اليسار المكون من (المؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مكون اليسار الوحدوي)، في ندوة صحافية، اليوم الجمعة، خصصت لتقديم برنامجه الانتخابي العام، أن مجموعة من لوائحه تترأسها نساء، سواء في الانتخابات البرلمانية أو الجماعية أو الجهوية. وأكد التحالف أنه اختار شعار "مستمرون معا من أجل مغرب آخر"، لخوض غمار الانتخابات، وقدم مرشحات ومرشحين ولوائح تضم خيرة المناضلات والمناضلين والكفاءات الشابة والنسائية، مع الانفتاح على محيط المجتمع المدني. وقال عبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، ومنسق الفيدرالية، إن التحالف سيخوض الانتخابات ببرنامج يتضمن محاور متعددة، موضحا أنه من بين المحاور الأساسية، يوجد المحور الدستوري السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي، والثقافي، إضافة إلى مجموعة من الاقتراحات في محاور أخرى. وبالنسبة للمحور الدستوري السياسي، اعتبر لعزيز أن المغرب في حالة جمود على مستوى الانتقال الديموقراطي، ما جعلهم يقدمون مجموعة من الاقتراحات حتى يتسنى الانتقال بالفعل نحو الديموقراطية لأنها هي المفتاح لكل تغيير حقيقي في بلادنا. وعلى المستوى الاقتصادي، تحدث لعزيز عن وجود مجموعة من الاقتراحات فيما يخص المدى القصير لتجاوز مخلفات أزمة جائحة كوفيد، وتهدف أساسا لدعم طلب الأسر، التي تضررت بشكل كبير من هذه الجائحة، مشددا على أنه يجب إيجاد حلول لها، واقترح في هذا الصدد تبسيط عملية الولوج إلى القروض بنسب فائدة منخفضة، وتخفيض الضريبة على القيمة المضافة، من أجل خفض أسعار المواد الأساسية، إلى جانب خفض الضريبة على الدخل. وأضاف منسق الفيدرالية "لدينا اقتراحات على المدى المتوسط، تهدف إلى إعادة هيكلة الاقتصاد المغربي، وإرجاع الثقة للمغاربة في منتوجاتهم، فضلا عن إعادة الصناعة المغربية إلى مكانتها". وبخصوص المحور المتعلق بالجانب الاجتماعي، أكد عبد السلام لعزيز على 3 أولويات أساسية، تتعلق بالتشغيل والتعليم والصحة، مشيرا إلى توفر برنامج الفيدرالية على اقتراحات مهمة للنهوض بهم، باعتبارهم يحتاجون إلى إجراءات جريئة جدا. وأفاد أن الفيدرالية تراهن على كل فئات المجتمع، وكل الشرائح المتعلمة، التي لديها وعي، وتتقاسم مع التحالف مشروعه. وفي رده حول كيفية التعامل مع رفاق الأمس في الحزب الاشتراكي الموحد، الذي انسحب من تحالف الفيدرالية، وقرر خوض الانتخابات لوحده، أعلن لعزيز أن رفاقهم ليسوا خصومهم، وأن خصومهم هم يدخلون الانتخابات لشراء الأصوات. وأكد أنهم كانوا يتمنون أن يخوض الأحزاب الثلاثة الانتخابات بشكل مشترك في إطار الفيدرالية، وقدموا تنازلات من أجل ذلك، إلا أن الحزب الاشتراكي الموحد كانت له وجهة نظر أخرى. وشدد منسق الفيدرالية على أنهم سيقومون بحملتهم بشكل نظيف، بطرح أفكار وبرامج قوية. من جانبه، قال علي بوطوالة، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن التحالف بدل جهدا كبيرا لتحقيق تغطية مشرفة معادلة أو تتجاوز الانتخابات السابقة، كما يسعى إلى تحقيق أهداف أكبر من التي حققها في انتخابات 2016، سواء بالنسبة للترشيح، أو بالنسبة للتصويت أو الحصول على مقاعد. وأضاف بوطوالة خلال الندوة الصحافية على أنهم يراهنون على الطبقة المتوسطة الكثيرة والمتعددة، والواعية بما يواجهه المغرب الآن من تحديات ومخاطر، وكذا على الشباب، والنساء، وجميع المواطنات والمواطنين الذين لهم غير على بلادهم. وتأسف لخروج الاشتراكي الموحد من الفيدرالية، معتبرا أن هذا الانسحاب خلق لهم متاعب إضافية، وسيجعلهم يتنافسون في الكثير من الدوائر، مما سيكون له تداعيات ربما على مستوى تقاسم الأصوات، لأن القاعدة الناخبة للفيدرالية هي واحدة ، وأي شرخ على مستوى الترشيح سينعكس على مستوى التصويت. وتمنى بوطوالة أن تكون المشاركة مكثفة، لتجاوز ما قد يحصل من تداعيات سلبية على هذا المستوى. واعتبر التصريح الصحافي، الذي وزع خلال الندوة، أن البرنامج الانتخابي يمثل في نظر الفيدرالية، البديل، لما تم ويتم تنفيذه من اختيارات مشروعية ديموقراطية، كما أنه يعتبر بديل مجتمع واقعي وطموح، هدفه تأهيل المغرب لمواجهة التحديات الكبرى التي يطرحها السياق العالمي الراهن. وأوضح التحالف أن برنامجهم الانتخابي مكون من 255 إجراء، بهدف "تحقيق الإصلاح الشامل والعميق، والقطع مع منظومة الاستبداد والريع والفساد، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي المطلوب، لتمكين المغرب من تنمية شاملة ومستدامة، وامتلاك القدرة على مواكبة التحولات". وأكد أن تحالف فيدرالية اليسار الديموقراطي هو مشروع للأمل في مستقبل أفضل للمغرب والمغاربة، ومغرب الديموقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.