اشتعلت في الآونة الأخيرة وتيرة المواجهات بين المشجعين المحسوبين على «الإلترات» بمدينة الدارالبيضاء، وصلت حد تبادل العنف بواسطة السلاح الأبيض وإحداث الفوضى والمقاومة وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير عن طريق الرشق بالحجارة، ما جعل مصالح الأمن تتدخل بحزم وصرامة، وتوقف عددا من المتهمين في عدة مناطق خلال الأسبوع المنصرم. وفي آخر عملية تدخل، أوقفت عناصر الشرطة بمنطقة أمن البرنوصي بمدينة الدارالبيضاء، مساء يوم السبت، 5 أشخاص محسوبين على «إلترات» مشجعي فرق كرة القدم، تتراوح أعمارهم بين 18 و26 سنة، للاشتباه في تورطهم في تبادل العنف وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير عن طريق الرشق بالحجارة. وجرى إيقاف أربعة من المشتبه بهم على خلفية مشاركتهم في نزاع تطور إلى تبادل للعنف والرشق بالحجارة بين فصيلين متنافسين لمشجعي كرة القدم بمدينة «الأزهار»، وهو ما تسبب في إلحاق أضرار مادية بسيارتين كانتا مستوقفتين بعين المكان، قبل أن يسفر التدخل الفوري لعناصر الشرطة عن تحديد هوياتهم وتوقيفهم. كما جرى إيقاف المشتبه به الخامس بمنطقة «سيدي مومن»، للاشتباه في تورطه في إلحاق خسائر مادية بمجموعة من السيارات التي كانت متوقفة بإقامة «البديع» بالمنطقة نفسها. وتم الاحتفاظ بالمشتبه بهم جميعا تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية. وفي عملية أخرى، اضطرت عناصر الشرطة بمنطقة أمن الحي الحسني، في الساعات الأولى من فجر يوم الخميس المنصرم، إلى إطلاق الرصاص من أجل إيقاف 30 شخصا ينتمون إلى أحد فصائل «الإلترات» من بينهم 23 قاصرا، متهمين بحيازة السلاح الأبيض في ظروف من شأنها تهديد سلامة الأشخاص والممتلكات وخرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية والتخدير وعدم الامتثال. وتعود تفاصيل الواقعة، إلى توصل مصالح الشرطة بإشعار حول تورط مجموعة من الأشخاص، يشتبه في كونهم محسوبين على فصائل مشجعي أندية كرة القدم «الإلترات»، في تبادل الرشق بالحجارة وإحداث الفوضى بالشارع بحي الفردوس، مما استدعى تدخل أقرب دورية للشرطة من أجل فرض النظام العام. وأوضح مصدر أمني أن المشتبه بهم واجهوا عناصر الأمن بمقاومة عنيفة بواسطة السلاح الأبيض، الأمر الذي اضطر مفتش شرطة لإطلاق رصاصة تحذيرية من سلاحه الوظيفي بشكل احترازي. وبحسب المصدر ذاته، مكن هذا الاستعمال الاضطراري للسلاح الوظيفي من تحييد الخطر الناتج عن المشتبه بهم وإيقاف 30 من بينهم، علاوة على حجز 7 أسلحة بيضاء وأداة راضة حديدية وقناعين حاجبين للمعطيات التشخيصية. وكانت عناصر الشرطة بمنطقة أمن مولاي رشيد، أوقفت بدورها في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء المنصرم، 7 أشخاص من بينهم قاصر يبلغ من العمر 17 سنة، للاشتباه في تورطهم في تبادل الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض، وإلحاق خسائر مادية بممتلكات الغير، وخرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية. وجرى إيقاف المتهمين بعد توصل مصالح الشرطة بإشعار حول تورط مجموعة من الأشخاص، يشتبه في كونهم محسوبين على فصائل مشجعي أندية كرة القدم، في إحداث الفوضى وتبادل العنف بواسطة السلاح الأبيض، وإلحاق خسائر مادية بثلاث سيارات كانت مستوقفة بالشارع بحي مبروكة بمنطقة مولاي رشيد. وحسب مصادر أمنية، فإن التدخل الفوري لعناصر الشرطة أسفر عن تحييد الخطر الصادر عن المشتبه بهم، الذين أصابوا أحد عناصر الشرطة بجروح خفيفة خلال محاولة مقاومة إجراءات الضبط والإيقاف التي مكنت من اعتقال سبعة منهم. يذكر أن محسوبين على أحد فصائل مشجعي الفرق الرياضية بالدارالبيضاء، وقعوا بداية الشهر الجاري في يد فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن سيدي البرنوصي، بعدما فضح انفجار طفيف وقع بشقة غير مؤهولة بمنطقة «الأزهار» بحي البرنوصي، قيامهم بتحضير مفرقعات وشهب اصطناعية تقليدية يشتبه في استخدامها في أعمال الشغب الرياضي. وتعود تفاصيل وقوع الحادث، الذي استنفر الأجهزة الأمنية بالمنطقة، حسب مصادرنا إلى توصل مصالح الوقاية المدنية بالمنطقة بإخبارية حول اندلاع حريق بالشقة المذكورة، بيد أنه بعد وصول عناصر الإطفاء، تبين لهم وجود آثار اندلاع حريق ناتج عن انفجار طفيف، ليجري إخبار المصالح الأمنية المختصة، في حين لاذ المتهمون بالفرار. وجرى خلال عملية المعاينة حجز كيس بلاستيكي يحتوي على كميات من نترات البوتاسيوم ومادة «جافيل» وقنينة غاز من الحجم الصغير و67 عبوة مملوءة بالمفرقعات، و33 عبوة أخرى فارغة يشتبه في استعمالها في صناعة وتلفيف الشهب والمفرقعات النارية تقليدية الصنع. ومكنت الأبحاث والتحريات الميدانية المكثفة التي قامت بها فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن سيدي البرنوصي، أيضا، من تشخيص وتحديد مكان ثلاثة أشخاص من بين الموجودين في الشقة لحظة الحادث، وهم جميعا من المحسوبين على أحد فصائل مشجعي الفرق الرياضية بمدينة الدارالبيضاء، وجرى ضبطهم بإحدى المصحات الطبية التي انتقلوا إليها لتلقي العلاج بعد تعرضهم لحروق غير عمدية متفاوتة الخطورة.