كشفت المديرية الجهوية للثقافة بمراكش أسفي، اليوم الأربعاء، خلال لقاء لإعطاء انطلاقة الموسم الثقافي الجديد 2021/2022 بالمعلمة التاريخية قصر البديع بمراكش، عن أنشطتها الثقافية المتنوعة، طيلة الموسم الثقافي الذي اختير له شعار "عودة النبض إلى التراث وتجديد الوصال"، وذلك بشراكة مع ودادية المرشدين السياحين المعتمدين. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد عزوز بوجميد المدير الجهوي للثقافة بجهة مراكش-آسفي، أن الهدف من تنظيم هذا البرنامج الثقافي هو إعادة الإشعاع للمباني التاريخية التي تزخر بها مدينة مراكش، بعد إغلاقها بسبب الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد 19، قبل الترخيص باعادة فتحها ابتداءا من شهر يونيو المنصرم. وأضاف عزوز بوجميد،أن هذه التظاهرة التي ستنظم على مدار الموسم الثقافي المذكور، تتخللها معارض إثنوغرافية، ندوات ومحاضرات، زيارات استكشافية لعدد من المباني التاريخية بالإضافة إلى توقيع إصدارات أكاديمية تعنى بالشأن التراثي، ومناقشة بعض القضايا المرتبطة بالجانب السياحي داخل المباني التاريخية، بالنظر إلى التعامل اليومي للمرشدين السياحيين مع هذه المباني. وأوضح المدير الجهوي للثقافة أن البرنامج الذي تم وضعه غني ومتنوع، ويتخذ من صون الذاكرة الجماعية وتثمين الموروث الثقافي والحضاري هدفا مرجعيا. وأشار بوجميد إلى أن المديرية الجهوية للثقافة بمراكشآسفي تسعى من خلال هذا البرنامج الثقافي المتنوع إلى إشاعة الأنشطة الثقافية على نطاق واسع، متوسلة لذلك وسائل تقنية حديثة تواكب مستجدات العصر على مستوى الإنتاج والنشر خدمة للثقافة في أبعادها الإبداعية والتنويرية. من جانبه، أوضح أحمد الجابري رئيس ودادية المرشدين السياحيين المعتمدين، أو الودادية قررت المشاركة في هذه التظاهرة التفافية، من أجل إنجاح دورات شهر التراث. وعبر عن افتخاره كمرشدين سياحيين غيورين على الموروث الثقافي المادي وغير المادي، مؤكدا على ضرورة الدفاع عنه باستماتة كجزء لايتجزأ من الهوية المغربية وكنز ثمين مستقطب للسياح ورافعة لتحقيق التنمية. بدوره، قارب عبد القادر عرابي مدير مؤسسة أفاق للنشر الأبعاد العلمية والإضافات التاريخية والتراثية التي يحفل بها كتاب "اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع جامع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان" لمؤلفته حسناء الحداوي محافظة قصر البديع. وقدم الكاتب عبد العزيز أيت بن صالح إضاءات إبداعية وتراثية تعود لفترة حكم الدولة السعدية تحت عنوان"قصر البديع صرح يدعو إلى الإبداع" . وأوضح جمال أبو الهدى عبد المنعم المسؤول عن التراث بالمديرية الجهوية للثقافة، أن هذا البرنامج الثقافي المتنوع ستتخلله زيارة ميدانية إلى قبور السعديين، وزيارة ميدانية ثانية بتاريخ 14 يوليوز الجاري إلى قلعة "تاسغيموت" المرابطية وموقع اغمات الأثري للوقوف على مستجدات البحث الأثري بتنسيق مع الأستاذة "نادية البورقادي" محافظة موقعي اغمات وتينمل وتأطير من الأستاذ الباحث عبد الله فيلي، كما تمت برمجة زيارة ميدانية ثالثة بتاريخ 8 شتنبر 2021 إلى المرصد الفلكي بمنطقة أوكايمدن وموقع النقوش الصخرية الذي يعود لفترات ما قبل التاريخ بمشاركة أساتذة جامعين وباحثين مهتمين بالشأن التراثي، وذلك سعيا للتعريف بالمؤهلات التاريخية والأثرية بجهة مراكش أسفي التي ستساهم في تنويع وإغناء الرصيد الأثري والتراثي. وعلى هامش هذا اللقاء الثقافي، جرى تنظيم زيارة ديداكتيكية لقصر البديع، وتقديم وتوقيع كتاب "اللقى الأثرية المرتبطة بالتدبير المائي بمواقع جامع الكتبية وقصر البديع وخزانات سيدي بوعثمان" لمؤلفته حسناء الحداوي محافظة قصر البديع، الذي يسلط الضوء على مجموعة من اللقى الأثرية التي أثمر عنها التنقيب في مجموعة من المواقع الأثرية على مستوى جهة مراكش خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، وهي قطع أثرية ذات صلة بالتدبير المائي.