قرر حزبا المؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي خوض معركة الانتخابات باسم تحالف فيدرالية اليسار ورمزه الرسالة، واستكمال جميع المهام التنظيمية والنضالية التي سبق أن تم الاتفاق عليها بالهيئة التنفيذية. واتخذ القرار خلال اجتماع للحزبين، نهاية الأسبوع المنصرم، كرد على الموقف الذي اتخذته الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد ومكتبها السياسي بسحب توقيعها من التصريح المشترك بالتحالف الانتخابي بين الأحزاب الثلاثة الذي تم وضعه من قبل، وهو ما يعني ضمنيا وعمليا الانسحاب من فيدرالية اليسار الديمقراطي وهيئاتها الوطنية والمحلية. وأعلن الحزبان، أيضا، خلال الاجتماع الذي شهد حضور الأمينين العامين لتدارس آفاق العمل المشترك، عقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي في موعد يحدد لاحقا، كتنفيذ لتوصيات الهيئة التقريرية الأخيرة مع إشراك كل المكونات اليسارية والتقدمية والانفتاح على كل النشطاء في الحقول المختلفة الذين يتقاطعون مع مشروع الفيدرالية بالموازاة مع التحضير للانتخابات. كما اتفق الطرفان على تحيين القانون الأساسي للفيدرالية على ضوء الوضع المستجد، وإعادة هيكلة هيئاتها التنفيذية والتقريرية مع تجسيد إرادة إشراك المكونات اليسارية والفعاليات التقدمية في ديناميتها. وعبر الحزبان كذلك عن أسفهما لقرار الانسحاب الذي مثل بالفعل، حسبهما، "انقلابا على القانون الأساسي والورقة التنظيمية لفيدرالية اليسار الديمقراطي في لحظة حرجة وبمبررات غير مقنعة". وقال عبد السلام لعزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، إن الاجتماع خصص لتدارس المستجدات والقرارات التي اتخذها حزب الاشتراكي الموحد، معلنا أنه تم الاتفاق على استمرار تحالف الفيدرالية بين الحزبين. وأوضح لعزيز، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الحزبين سيتوجهان نحو عقد اندماجي بعد الانتخابات، ولذلك سيدعوان لعقد اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر في القريب، بالموازاة مع تحضيرهما للانتخابات، والتي ستتكون أساسا من أعضاء اللجنة التقريرية ومن اللجان التي اشتغلت سابقا، وكذا كل اليساريين والنشطاء في حقول مختلفة، والذين يلتقون مع الفيدرالية في برنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وذكر عبد السلام لعزيز أنه جرى الاتفاق كذلك على إعادة هيكلة فيدرالية السيار الديمقراطي محليا ووطنيا انطلاقا من المستجد الجديد، والذي يهم خروج أحد الأحزاب الثلاثة المؤسسة للفيدرالية. وأفاد أنه مع كامل الأسف، اشتغلت الأحزاب الثلاثة منذ 2006 بشكل مشترك، بيد أنه قرار انسحاب الاشتراكي الموحد تم بشكل مفاجئ لم نفهم مبرراته، وربما كانت وراءه بعض الحسابات السياسية والانتخابوية الضيقة. وشدد الأمين العام على أن الأساسي بالنسبة لحزبي المؤتمر الوطني الاتحادي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي إعطاء الأمل للمغاربة في التغيير الديمقراطي، ومنح الإمكانية للمناضلين وكل اليساريين والديمقراطيين لبناء الحزب اليساري الديمقراطي القادر على تحمل مسؤولياته والقيام بمهامه التاريخية. وأكد لعزيز أن مشروع فيدرالية اليسار مازال مستمرا، مشيرا إلى أنهم سيعملون على إصدار بطاقة الانتماء للفيدرالية تخص جميع النشطاء المقتنعين بمشروعها، كما سيعملون على فتح أجهزتها على هؤلاء النشطاء، للتحضير جميعا للمحطات السياسية والمعارك المقبلة. من جهة أخرى، دعت الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي كافة المناضلات والمناضلين إلى ضرورة الاشتغال بنفس وحدوي في إطار هيئات الفيدرالية الوطنية والمحلية، بعد تحيينها، وضرورة الانفتاح على كل الفعاليات اليسارية والتقدمية.