أعلنت أنييس لوفالوا، أستاذة بمعهد الدراسات السياسية بباريس وأستاذة أبحاث بمؤسسة البحث الاستراتيجي ونائبة رئيس معهد البحث والدراسات المتعلقة بالمتوسط والشرق الأوسط، أنه لا يمكن لأوروبا أن تتطور بدون الضفة الجنوبية للمتوسط. وأضافت لوفالوا قائلة خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة الرعاية التجاري وفا بنك، في إطار سلسلة ندواتها الرقمية "تبادل من أجل فهم أفضل"، حول موضوع "العالم: أي موقع بالنسبة لدول الضفة الجنوبية للمتوسط؟"، أن "من مصلحة أوروبا أن تعيد تصور التعاون مع المنطقة الجنوبية، عبر الانخراط في نقاش حول اختيار الأولويات بين شرق القارة وجنوب المتوسط، كما أن توافد فاعلين جدد مثل الصين وروسيا وتركيا، سيجبر أوروبا على إعادة تقييم علاقتها في سياق إعادة التوازن بين المنطقتين الشرقية والجنوبية، مع تفادي السقوط في علاقات حصرية". وبخصوص حلم المنطقة المغاربية الذي لم يكتمل أكدت لوفالوا قائلة "إن فشل التكامل الجهوي بين الدول المغاربية لا يسمح، لحدود اليوم بالاستغلال الأمثل لهذا التعاون. علاوة على ذلك، فهي تخسر كل سنة بسبب ذلك كسب نقطتين من نسبة النمو كان بالإمكان ربحها. وفي ظل غياب هذا التكامل، طور المغرب مبادلاته مع دول إفريقيا جنوب الصحراء. هذا ويساهم تعزيز هذا التعاون جنوب-جنوب بين الدول الإفريقية (لاسيما عبر الاتحاد الإفريقي) في الرفع من فرص بناء شراكة أكثر قوة وتوازنا مع أوروبا. ومن هنا تكمن ضرورة تسريع التآزر الإفريقي بشكل شمولي وأخضر ورقمي". وعرفت أشغال هذا اللقاء الذي انعقد عبر تقنية البث المباشر على قناة المؤسسة عبر اليوتوب ترق فتح الله سجلماسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "Positive Agenda Advisory " وسفير سابق، الذي أكد أن العولمة لن تختفي معالمها، بل هي مدعوة لتغيير هذه المعالم مع تكاثر التكتلات الجهوية "وفق هذه الدينامية، يجب تعزيز الواقع الإفريقي من خلال التعاون جنوب-جنوب. وتعتبر استراتيجية التجاري وفا بنك في هذا الصدد أبرز تجسيد لهذه الدينامية". ومكن الحوار الذي دار بين المحاضرين من تحديد آفاق التحديات الكبرى التي ترهن المنطقة، سواء في المجال الاقتصادي أو الديموغرافي أو التكنولوجي أو المتعلق بالتنمية المستدامة.