سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقنية الزرع المباشر تقلب موازين مردودية الحبوب بالمغرب وتعد بمستقبل أفضل فلاحون يجمعون أن الموسم الفلاحي ناجح والاستعدادات لتأمين قطيع أغنام عيد الأضحى انطلقت
أجمع فلاحون من جهات مختلفة بالمغرب أن عملية الحصاد تجري في أجواء تدعو إلى التفاؤل، مؤكدين أن الموسم الفلاحي الحالي سيخفف من توالي سنوات الجفاف خلال الأربعة أعوام السابقة تقريبا، خاصة بالنسبة للمناطق التي اعتمدت تقنية الزرع المباشر. وأفاد أحمد لبيد، رئيس جمعية الأعمال للتنمية القروية بالمزامزة الجنوبية دوار اللبنة إقليمسطات في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن مسار الزرع المباشر مكن من إبراز نجاعة هذا النموذج الزراعي في مواجهة التقلبات المناخية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المحاصيل المحققة حاليا بالنسبة للشعير الذي شرع في حصاده تعتبر إيجابية، حيث بلغت مردودية الهكتار الواحد 35 كيسا كمتوسط للإنتاج، وأشار إلى أن كيسين من الشعير تساوي وزن قنطارين. أما بالنسبة للقمح الطري الذي سيتم حصاده من بعد، فيتوقع العبيدي أن تقفز المردودية ما بين 35 و40 قنطارا للهكتار الواحد أما الشوفان فأوضح بأنه تضرر جراء إصابة النوع المستورد منه ب "الصدأ البني" أو ما يطلق عليه الفلاحون "بوصداغ"، على عكس الشوفان "البلدي" الذي صمد أمام هذا التأثير ليحقق إنتاجا جيدا. واعتبر أن الأجواء في العالم القروي تبشر بخير، وأن الفلاحين يستمرون منذ منتصف شهر رمضان كذلك في تعليف ماشيتهم استعدادا لعيد الأضحى. وصرح عبد الجليل الكرومي، فاعل جمعوي وفلاح بدوار زواغة بإقليمالسطات أن عملية الحصاد تتواصل بهذه المنطقة منذ الأيام العشر الأواخر من رمضان، وأضاف قائلا "إنها سنة الخير حيث إن تقنية الزرع المباشر ضاعفت إنتاجنا ليبلغ حوالي 45 قنطارا من القمح بالنسبة للهكتار الواحد، عوضا عن 28 قنطارا في أحسن الحالات بالنسبة للزرع بالطريقة التقليدية"، مشيرا في الآن ذاته إلى أن هذه التقنية تساعد في اقتصاد حوالي ألف درهم من المصاريف مقارنة مع اعتماد المحراث في زراعة الحبوب. واعتبر الكرومي بخصوص تقنية الزرع المباشر الواعدة أنها طريقة تعتمد البذر المباشر دون حرث للأرض، وهي عملية تؤمن حفاظ التربة على رطوبة مياهها ولا تضيع المواد العضوية بها، وأشار إلى أن تكلفة الحرث تتقلص بفضل وضع البذور والأسمدة في وقت واحد، حيث لا يلجأ المزارع إلى الحرث وما يكلف من مصاريف تم وضع الأسمدة في وقت لاحق. أما بدائرة الكردان وتحديدا بدائرة أولاد تايمة التابعة لتارودانت، فأكد أحمد الدريوش، رئيس فدرالية جمعية الفلاحين بأولاد تايمة وعضو بالغرفة الفلاحية لآكادير أن الموسم الفلاحي الحالي يعتبر أحسن من سابقه رغم قلة التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة، ولم يغفل التذكير بأن أزمة المياه لسقي البواكر ترخي بظلالها على الاستغلاليات التي تنشط في هذا المجال، حيث عزا هذا الوضع إلى كلفة الطاقة الكهربائية المعتمدة في استخراج مياه الآبار التي تبلغ عمق 250 مترا في المتوسط، داعيا إلى أهمية إيجاد حل لهذه المعضلة بتبني تسهيلات في آداء مستحقات استهلاك الكهرباء بالنسبة لفلاحي المنطقة.