رفرف العلم الوطني فوق تلال تندوف، وكتبت على جدران المخيمات شعارات تطالب المجتمع الدولي بفك أسر المحتجزين، وتمكينهم من العودة إلى وطنهم. وعلمت «الصحراء المغربية»، من محتجز صحراوي بتندوف، تحول خطة قيادة البوليساريو من مسرحية «الأقصاف» والبيانات العسكرية، التي تجاوزت المائة إلى قبول التفاوض، لجذب اهتمام المجتمع الدولي لمناوراتها، والحفاظ على صفة «الممثل الشرعي والوحيد»، هذه الصفة التي شعرت أنها فقدتها بفعل العمل الدبلوماسي الهادئ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون في مختلف المحافل الدولية. وأكد المصدر، أن قيادة البوليساريو «تقضي باقي أيامها وسط حيرة وتيه حول مستقبل أطروحتها البالية التي لم يعد أي أحد في المجتمع الدولي يهتم بما تدعيه، خصوصا بعد الانتصار الدبلوماسي الباهر واعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء وفتح قنصلية لها بالداخلة»، مبرزا أن منسوب الارتباك ارتفع لدى الانفصاليين، بعد فشل كل الخطط الجزائرية، الرامية إلى عرقلة المسيرة الدبلوماسية الهادئة بقيادة جلالة الملك، إذ تبيّن للانفصاليين بالملموس عدم قدرة جنرالات العسكر الجزائري الاستمرار في دعمهم لاحتجاز الصحراويين داخل مخيمات تندوف في ظروف غير إنسانية. وقال الصحراوي المحتجز «نحن عدد من المحتجزين نطالب أحرار العالم بتسجيل دعوى قضائية، تتعلق بالاحتجاز والاتجار بالبشر واستغلال النساء والأطفال لأكثر من أربعة عقود، ضد قيادة البوليساريو والجزائر «، مؤكدا تصاعد الاحتجاجات داخل المخيمات رغم استعمال مليشيات البوليساريو للقمع والقوة المفرطة. من جهته، دعا الحقوقي الصحراوي، ناجي مولاي لحسن، مجلس حقوق الإنسان إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للوضع الحقيقي في مخيمات تندوف بالجزائر، حيث تنتهك حقوق الإنسان وتقمع الحريات بشكل ممنهج، منددا بالانتهاكات الجسيمة، التي ارتكبتها مليشيات البوليساريو، بتواطؤ مع السلطات الجزائرية، ضد السكان الصحراويين في مخيمات تندوف. كما شدد على مسؤولية الجزائر في هذه الانتهاكات والفظائع التي ترتكبها البوليساريو في المخيمات. وفي تعليقه على تطورات أزمة المحتجزين الصحراويين، قال مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، إن «الجزائر تبحث عن حبل نجاة لإنقاذ البوليساريو من الغرق»، معتبرا أن طوق النجاة الذي تعمل الخارجية الجزائرية على إيجاده للجبهة يتمثل في تعجيل الأممالمتحدة بتعيين وسيط جديد للنزاع المفتعل، والبحث عن سبب لإعلان البوليساريو وقف حرب «الأقصاف» الافتراضية التي باتت تحرج البوليساريو والجزائر. كما توقع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود استمرار الثورة واندلاعها بكل مخيمات تندوف، جراء الوهم والتغرير بشباب المخيمات المحتجزين بتندوف.