تسببت التساقطات الثلجية المهمة التي شهدتها عدد من المناطق بالأطلس المتوسط، مساء أمس الأحد، في توقف حركة السير بعدة محاور طرقية، وشوهدا قوافل من السيارات والشاحنات محاصرة في عدة نقط، وخصوصا بالطريق الوطنية رقم 29 الرابطة بين خنيفرة وميدلت، والتي انقطعت بها حركة السير منذ الثامنة من مساء أمس الأحد الى حدود الساعة الثامنة من صباح اليوم الإثنين. وصاحب هذه العواصف الثلجية موجة من البرد والصقيع. وقد قامت المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل بخنيفرة، وفق مصادر مطلعة، منذ ليلة يوم السبت الماضي، وبتنسيق مع لجن اليقظة بإقليمخنيفرة، بتجنيد جميع إمكانياتها المتوفرة من وسائل لوجيستيكية، وآليات لإزاحة الثلوج، وأجهزة التواصل، ما مكّن إحدى الفرق من فتح الطريق الإقليمية رقم 7306 الرابطة بين منطقتي "اجدير وأوشنين" عبر "تيكلمامين"، بالإضافة الى فتح المحور الطرقي الرابط بين "اجدير وآيت معي"، وبين خنيفرة ومنطقتي ويوان وأم الربيع. وأفادت المصادر ذاتها أن فرق الإغاثة تمكنت أيضا من فتح الطريق المؤدية نحو ضريح موحى اوحمو الزياني عبر منطقة "تاوجكالت". وفي اتصال هاتفي أكد (ه، م)، أحد المسافرين المحاصرين، ل"الصحراء المغربية" أن الطريق الوطنية رقم 29 الرابطة بين خنيفرة وميدلت عبر "تيمدغاس" كانت مقطوعة أمام حركة السير منذ أول أمس الأحد على الساعة السادسة مساء، مضيفا أنه كان مسافرا من خريبكة إلى مدينة ميدلت، لأغراض مهنية، وعند وصوله لمنطقة على مشارف "سيدي علي امهاوش" وجد نفسه محاصرا إلى جانب قافلة من السيارات أمام الحاجز الثلجي "مولاي الشريف"، الأمر الذي جعله يتخذ قرار العودة رفقة مجموعة من السائقين لمدينة خنيفرة لقضاء الليلة بأمان. ويقول "اوسامة آيت مبارك"، مهندس ورئيس قسم التجهيزات الأساسية بالمديرية الإقليمية للنقل والتجهيز ل"الصحراء المغربية"، "إننا نعمل وفقا لتوجيهات المصالح الإقليمية للتجهيز، ولجان اليقظة بعمالة إقليمخنيفرة، التي تتابع بدقة تطور العواصف الثلجية، ووضعية الطرق والمسالك ومدى خطورتها على سلامة المسافرين، وأيضا على السكان المحليين بأعالي جبال الأطلس، إذ تمنع منعا كليا أي حركة للسير حين نحس بأن حياة المواطنين في خطر. وأضاف قائلا "إلى حدود مساء أمس يوم الأحد نجحنا في فتح جميع الطرق بإقليمخنيفرة أمام حركة السير، باستثناء الطريق الوطنية رقم 29 الرابطة بين خنيفرة وميدلت عبر "سيدي يحيى او ساعد"، اضطررنا إقفالها أمام حركة السير، لأن وضعها كان خطيرا، وعرفت طيلة ليلة يوم الأحد وصبحية اليوم الإثنين زوابع وعواصف ثلجية قوية وخصوصا بالمحاور الطرقية التي توجد ما بين علو 1600 و2100 متر، إذ وصل سمك الثلوج بها ما بين 30 و50 سنتمتر تقريبا وأكثر بكثير في بعض المسالك والطرق بالمناطق الجبلية بسبب قوة الرياح، التي تساهم في تراكم الثلوج بالطرقات. واسترسل قائلا "نحاول إقناع المسافرين بالتريث، وبعدم المجازفة للسفر في هاته الأجواء المضطربة وبالتقيد بسبل السلامة، لأن ما يهم فرق إزاحة الثلوج وكافة المسؤولين بلجان اليقظة هو سلامة المواطنين، مضيفا "قمنا بعدة عمليات إنقاذ لبعض المسافرين المتهورين كانوا عالقين وعائلاتهم بسبب محاصرة الثلوج لسيارتهم، وهذا كله بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبوها بعد تجاوزهم للحواجز الثلجية وعدم اكتراثهم لعلامات التشوير المعروضة على الطرقات وعلى الحواجز، معرضين حياتهم وحياة اطفالهم للخطر، وأضاف المصدر نفسه أنه طيلة الليل وحتى صباح يوم الإثنين ظلت فرق إزاحة الثلوج مستمرة في فك الحصار، وقال "نحن دائما في حالة تأهب، الأذن دائما على سماعة الهاتف وسماعات الأجهزة اللاسلكية، والهدف هو فك الحصار، وفي الساعة الثامنة من صباح اليوم الإثنين فتحنا الطريق الوطنية رقم 29 أمام حركة السير من خلال قوافل دون الشاحنات المقطورة". وقال عبد السلام بريان عضو لجنة اليقظة بإقليمخنيفرة ل"الصحراء المغربية" "قبل كل موجة برد أو عواصف ثلجية تجتمع في عدة لقاءات لجان اليقظة والمكونة من جميع المصالح المعنية، التي تنسق في ما بينها من أجل دراسة التدابير الاستباقية لمكافحة تداعيات موجات البرد، إذ يتم جمع البيانات وجميع المعلومات بدقة متناهية، ويتم تداولها في الاجتماعات، والتي تنتهي دائما بوضع استراتيجية دقيقة تضمن تدخلات ناجحة وفعالة من أجل فك الحصار الذي تسببه التساقطات الثلجية. ونبه المصدر ذاته جميع مستعملي الطريق إلى ضرورة التقيد بسبل وإجراءات السلامة الطرقية بعد فتح الطرقات، لأن هناك خطر آخر يتمثل في الجليد والذي يتكون عند غروب الشمس ويستمر حتى شروقها، لذا وجب على السائقين اتخاذ الحيطة والحذر من الانزلاقات التي تتسبب في حوادث مميتة.