وكانت بحيرة الألفة تعرف ب "ضاية شنيدر" وهي إحدى البحيرات الحضرية النادرة بالمغرب، إذ تمتد على مساحة 9 هكتارات، وهي فضاء يزخر بثروات حيوانية ونباتية يتعين حمايتها وتثمينها، حسب تعبير المصدر نفسه. وصرح جان باسكال داريي، رئيس مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية ومدير عام ليدك، قائلا: إن "التوقيع على هذه الاتفاقية يجسد الالتزام المتقاسم بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية وعمالة مقاطعة الحي الحسني لفائدة المحافظة على البيئة وتحسين إطار عيش البيضاويين"، مضيفا أن "المشروع المتعلق بالاتفاقية التي أبرمنا، يحقق المسعى التشاركي المبني على الحوار مع أطرافنا المعنية، الذي انطلق منذ سنتين تحت إشراف عامل العمالة بمشاركة فاعلين في المجتمع المدني، وخبراء في التنمية المستدامة وجامعيين". وأضاف داريي أنه بموجب هذه الاتفاقية الثلاثية، تلتزم مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية بتقديم مساعدة مالية لإنجاز دراسات مجالية لمشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة وجوانبها (حديقة إيكولوجية، الضفاف...). ومن جهته، سينجز مكتب لحبيب للمناظر الطبيعية الدراسات المذكورة، كما سيقترح تهيئة مجالية للجرف مع الاستجابة للسياق الخاص للموقع من الناحية الاجتماعية، المناخية والبيئية، كما ستشمل الدراسات أيضا إعادة تهيئة حديقة العمالة، الموجودة بين البحيرة ومقر عمالة مقاطعة الحسني، وكذا إحداث جدار مجالي لتسييج البحيرة. من جهة أخرى، قال داريي إن "ليدك تواكب هذا المشروع منذ بداياته الأولى، من خلال تقديم خبرتها المباشرة باعتبارها فاعلا في هذا المجال. وتشتغل المقاولة بالفعل، منذ شهور عديدة على برنامج أعمال يهدف إلى تحسين التحكم في حمولات المياه العادمة للقنوات المجمعة الكبرى الثلاث بالمنطقة. على إثر ذلك، تنجز أعمال مختلفة أو في طور الإنجاز، مثل إنجاز مراكز التقاط تمكن من تجنب تدفق المياه العادمة غير المشروعة في سطح الماء، ووضع مسبار لقياس الصبيب في القناة المجمعة الرئيسية من أجل قياس التدفقات التي تقذف في البحيرة خلال فصل الأمطار وتتبع جودة الماء في 12 نقطة من سطح الماء". وأكد مدير شركة ليدك أنه في هذا الإطار، يجري إنجاز دراسة تشخيص للحالة الإيكولوجية للبحيرة. وبشراكة مع جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، مكنت هذه الدراسة في مرحلة أولى بمتم سنة 2016، من إنجاز تحليلات لجودة مياه البحيرة ومسح للأعماق مكن من قياس عمق الماء وتحديد طبيعة أعماق البحيرة. وأفاد المصدر ذاته أنه لإنجاز مشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة، تعتمد أيضا ليدك ومؤسستها لأعمال الرعاية، في إطار مسعى الحوار المسؤول مع الأطراف المعنية، على خبرات المجتمع المدني، من خلال الاستعانة بشركاء جامعيين، وأيضا جمعويين مثل جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض وجمعية البحث والعمل من أجل التنمية المستدامة. وأشار المتحدث نفسه إلى أن مشروع إعادة تأهيل بحيرة الألفة وضفافها يعد مساهمة ملموسة في التنمية المستدامة للدار البيضاء الكبرى. وبعد إتمام إنجاز المشروع، سيمكن المنطقة من استعادة قيمتها الحضرية والبيئية عبر منح المجاورين، وسكان المدينة فضاء للعيش والترفيه يحترم البيئة، ويشمل حماية التنوع البيئي، وكذا تدبير النفايات. يذكر أن المشروع يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية والمجتمعية للتنمية المستدامة، ويتوقع تقوية التجهيزات الحضرية، من خلال إحداث الإنارة العمومية والتطهير السائل للمياه العادمة، وتهيئة التجهيزات الاجتماعية والثقافية والرياضية، وإشراك الجمعيات المحلية في تنشيط الفضاء وخلق مركز للتربية على البيئة. ويندرج التوقيع على هذه الاتفاقية بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية وعمالة مقاطعة الحي الحسني، في إطار مخطط أعمال التنمية المستدامة 2020 لشركة ليدك الذي يهدف، من بين أمور أخرى، إلى المساهمة في تحسين إطار عيش البيضاويين وتحسيس أطرافها المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، خاصة من خلال أعمال مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية. يشار إلى أنه من ضمن التزامات شركة ليديك المحافظة على البيئة للأجيال المقبلة، تواكب مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية المبادرات التي تتم لفائدة التربية على البيئة والتحسيس بالتنمية المستدامة. كما تساهم في إعادة تأهيل التجهيزات العمومية الحضرية، وبشراكة مع جمعيات مرجعية ومؤسساتيين، تنجز مؤسسة ليدك مشاريع تهدف إلى تحسين إطار عيش سكان الدارالبيضاء الكبرى.