وتشكل النساء 63.1 في المائة من مجموع المصابين بالسمنة في المغرب، و3.6 ملايين من البداء مصابون بالسمنة المرضية، حسب مندوبية التخطيط. من جهتها، تفيد معطيات منظمة الصحة العالمية أن 14 في المائة من الأطفال المغاربة يعانون السمنة، ما يجعل المغرب مصنفا ضمن الدول التي تسجل تطورا لوباء السمنة. وتبعا لهذه المعطيات المثيرة للقلق، أبرمت القناة الثانية ومصحة "الشفاء" اتفاقية شراكة وتعاون لتوفير برنامج توعوي وتحسيسي صحي يعالج قضايا السمنة، باسم "تحدي السمنة"، حسب ما أعلن عنه أول أمس الاثنين بالدارالبيضاء، في ندوة صحفية، نظمت بالمناسبة. وتهدف الاتفاقية إلى المساهمة في توعية وتحسيس المواطن بأهمية الوقاية وعلاج الأمراض، التي شكلت الهدف الرئيسي للشراكة، لتعزيز التوعية والتحسيس عبر برنامج صحي من خلال الحقل السمعي البصري. وأبرز اللقاء أن الشراكة ترتكز على مكافحة السمنة المرضية، باعتبارها أحد أكبر تحديات الصحة العمومية بالمغرب، وأنها استجابة مواطناتية من الطرفين، تفاعلا مع الأرقام والوقائع الصادمة حول الوباء على الصعيد الوطني. ودعا اللقاء الهيآت الحكومية إلى التدخل والانخراط لضمان الوقاية والعلاج المناسب للسمنة، لحماية صحة واقتصاد المجتمع على الأمد الطويل. كما يسعى برنامج "تحدي السمنة" إلى جعل المواطن مسؤولا عن نمطه الغذائي ونشاطه البدني، كمبادرة موجهة إلى جميع الهيئات الحكومية، للتفاعل إيجابيا مع نداء مكافحة السمنة، بالكيفية التي نجحت في مواجهة مجموعة كبيرة من الأمراض التعفنية، أو المتعلقة بحماية السكان من أي مادة سامة منتشرة في البيئة. وقال الحسن التازي، مدير المصحة المذكورة، إن "السمنة مرض مزمن، ومصدر للعديد من الأمراض المكلفة، كأمراض القلب والشرايين، السكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، ومشاكل المفاصل، وصعوبات التنفس، واضطرابات النوم، إلى جانب تداعياتها النفسية والعائلية والمدرسية للشخص المصاب، مثل العزلة، والاكتئاب، وصعوبات الحركة، والاستبعاد الاجتماعي". أما الكلفة المالية للتكفل الطبي بداء السمنة والأمراض المرتبطة بها، كالسكري والضغط الدموي، وأمراض القلب والشرايين والجلطة الدماغية، فتتطلب إنفاق 24 مليار درهم سنويا في المغرب، أي حوالي 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام"، يؤكد الحسن التازي، جراح التجميل والتقويم والمدير العام لمصحة الشفاء". من جهتها، أوضحت حنيفة حشلاف، مخرجة برنامج "تحدي السمنة"، أن البرنامج، يسعى إلى المساهمة في التربية الصحية للمواطنين وتوعيتهم بأهمية الوقاية من السمنة، في جميع أطوار العمر، مع إبراز ضرورة العلاج من المرض، الذي له تبعات سلبية تمس مختلف نواحي حياة الأشخاص المصابين. وترتكز فكرة برنامج "تحدي السمنة"، على اختيار 10 أشخاص لهم أوزان مختلفة من مختلف جهات المملكة، ولهم مستويات ثقافية واقتصادية واجتماعية متباينة، سيتكلف بهم طبيا الدكتور التازي، وفريقه الطبي وشبه الطبي، الذين سيقترحون حلولا علاجية، تستجيب لكل حالة مرضية بزيادة الوزن. ويبث "تحدي السمنة" على القناة الثانية يوم الأحد الأخير من كل شهر خلال نصف ساعة، من 12 إلى 12 والنصف ظهرا، إلى غاية غشت 2017.