انطلقت اليوم الجمعة بالرشيدية حملة إقليمية للتحسيس والتوعية والتشخيص حول داء السكري تحت شعار "جميعا ضد السكري" وذلك بمبادرة من الرابطة المغربية لمحاربة داء السكري. وقال رئيس الرابطة جمال بلخدير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الحملة، التي تنظم على مدى يومين تحت رعاية وزارة الصحة والهيئة الوطنية للاطباء والطبيبات وبدعم من المجلسين الاقليمي والبلدي والمجلس الجهوي لجهة درعة تافيلالت وبشراكة مع جمعية الاعمال الاجتماعية لعمالة الرشيدية، تعد الاولى من نوعها على صعيد جهة درعة - تافيلالت وذلك بغرض تقريب الخدمات الصحية من الساكنة وخاصة المعوزة منها. وأضاف أن "داء السكري يشكل، اليوم، بالمغرب وعلى المستوى العالمي، السبب الرئيسي للوفيات بالفشل الكلوي، والسبب الرئيسي للإصابة والوفيات بأمراض القلب والشرايين، والسبب الرئيسي لفقدان البصر وبتر الأطراف السفلى"، وهي مضاعفات خطيرة يمكن تفاديها بنسبة 80 في المائة عن طريق إتباع الأساليب الأساسية الخاصة بالتدبير العلاجي لمرضى هذا الداء ورعايتهم. وأبرز بلخدير أن "معدل الإصابة بداء السكري بالمغرب يتراوح مابين 9 و10 في المائة وهي نسبة متوسطة بالمقارنة مع بلدان اخرى بحوض المتوسط، غير أن المثير للقلق هو أن 50 في المائة من المصابين لا يعلمون ذلك بسبب غياب الفحص المنتظم، وهو ما يجعل اكتشاف الداء رهينا بالصدفة أو بوقوع تعقيدات صحية". وأشار إلى أن داء السكري "أصبح يصنف كوباء عالمي"، من حيث مخلفاته وانعكاساته الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. وقال رئيس الجمعية، وهو اخصائي في امراض السكري والغدد والتغذية، في هذا السياق إن هذه الحملة تشكل مناسبة للتذكير بأهمية انخراط جميع مكونات المجتمع المدني للتعبئة حول سياسة وطنية متعددة القطاعات وتوافقية لمحاربة هذا الداء، كما انها فرصة للتحسيس والتوعية والوقاية من داء السكري ومن السمنة وارتفاع الضغط ومن أجل محاربة جميع اشكال التغذية غير السليمة والوقاية من امراض الشرايين والقلب لفائدة ساكنة الاقليم وللتأكيد على أهمية الحمية وممارسة الرياضة في هذا المجال. وأكد بلخدير انه من الضروري ان تحظى المناطق النائية والتي لا تتوفر على الامكانيات اللازمة بقسط وافر من الخدمات الصحية التي تقدمها الجمعية رفقة طاقم طبي وتقني من الرباط والدار البيضاء ومن اخصائيين معروفين بكفاءاتهم، مبرزا الدور الكبير الذي يلعبه الفن في خدمة القضايا الاجتماعية والصحية من خلال توجيه رسائل حول السكري وتضافر الجهود ولدعم مشروع المجتمع الصحي والسليم بالمغرب. كما ان هذه الحملة، يضيف رئيس الجمعية، ستقوم علاوة على ذلك بتقديم حصص ودورات تكوينية لاطباء المنطقة والإجابة عن الاسئلة المطروحة في هذا المجال، مشيرا الى ان الحالات المسجلة بالاصابة بداء السكري بالبوادي والقرى اقل بكثير من تلك المسجلة بالحواضر الكبرى وذلك اعتبارا للنشاط والحركية واختلاف الظروف المعيشية بين الوسطين. من جهته، قال رئيس جمعية الاعمال الاجتماعية لموظفي عمالة الاقليم مصطفى بوزكراوي ان الهدف من هذه الحملة هو التحسيس والتوعية بكيفية الوقاية وعلاج داء السكري لفائدة منخرطي الجمعية وكافة ساكنة الاقليم، مشيرا الى ان هذه العملية تندرج في اطار الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري وسياسة الانفتاح والتواصل والمقاربة التشاركية مع المحيط الخارجي . وأضاف ان هذه المبادرة تشمل تنظيم انشطة موازية لفائدة الاطفال تتضمن عروضا مسرحية حول هذا الداء وحملة لتلقيح مرضى داء السكري ضد الزكام وعرضا حول التربية والتوعية حول السكري ونمط الحياة الصحي وورشة صباغة وتلوين علاوة على لوحات فنية وقصائد شعرية وفقرات مسرحية.