هو فنان شاب استثنائي، ذهب في مساره الفني عكس التيار السائد بين نجوم جيله، فاختار أولا الانطلاق من الغرب، وحقق النجاح الكبير، ليتوصل أخيرا أن عليه تعريف الجمهور العربي بموهبته وأغانيه، وفضل ثانيا أن يمزج في أعماله الفنية بين الإيقاعات الشرقية والغربية، في تلوين فريد يترجم تشبعه بمقامات متنوعة تجمع بين الروك، والنغمات الشرقية والشامية. هو المغني الأردني جعفر، المعروف بأغنية "سلمى"، التي حققت أعلى نسب مشاهدة لدى الجمهور المغربي، يزور المغرب في الوقت الحالي، ضمن جولة شملت العديد من الدول العربية، عن هذه الزيارة، وعشقه للأغنية المغربية وفنانيها، وعن جديد أعماله الفنية، كان ل"المغربية" مع الفنان الشاب، الحوار التالي. في أي إطار تندرج زيارتك الحالية للمغرب؟ أزور المغرب في إطار جولة إعلامية قررنا خوضها بالشرق الأوسط، بدءا بالأردن، باعتباره مسقط رأسي، انتقلنا بعدها إلى دبي، ولبنان، والقاهرة، وسنزور تونس بعد المغرب مباشرة. الهدف الأساسي من هذه الزيارات، هو تعريف الجمهور العربي والمغربي على موسيقاي. لماذا كان المغرب بالتحديد، من بين البلدان التي حظيت باهتمامك لتزوره؟ لاحظت في الفترة الأخيرة، أن أغنيتي المصورة التي أصدرتها قبل شهر تقريبا بعنوان "سلمى"، حظيت بنسبة مشاهدة كبيرة من قبل الجمهور المغربي، لذلك قررت أن أطل على هذا الجمهور للتعرف عليه أكثر، وأقدم له الشكر على الدعم والمتابعة. كما أشرت، حققت أغنيتك الأخيرة "سلمى" نجاحا جماهيريا كبيرا، ما السر في نجاح الأغنية في نظرك؟ صورنا الأغنية في لوس أنجلس، مع المخرج الإنجليزي "ديكلان وايتبلوم"، ونالت بالفعل استحسان الجمهور العربي أكثر من أغاني السابقة، ربما لأنها المرة الأولى التي أغني فيها قطعة باللغة العربية مائة بالمائة. كيف فكرت في المزج بين الموسيقى الغربية والعربية في أغانيك، ولم تتجه إلى أداء الأغنية الشرقية الصرفة؟ أظنها مسألة أذواق وميول إلى لون غنائي مختلف بعض الشيء عن السائد في الساحة الفنية، في الوقت الحالي. أنا أحب موسيقى الروك الغربية، وأعشق أيضا الموسيقى المصرية والمغربية، وإيقاعات الراي أيضا، والتراث الشامي، لذلك فضلت المزج بين مختلف هذه الإيقاعات في أعمالي الفنية، وربما طبيعة صوتي تستجيب لأداء هذا النوع من الأغاني. تحضر لألبوم جديد، ماهي خصوصيات هذا العمل الفني الجديد؟ أحضر للألبوم منذ 3 سنوات، وأغلب أغانيه من ألحاني وتوزيعي، حتى أنني كتبت كلمات بعض القطع الغنائية، كما تعاونت مع فنانين كبار، سواء من الغرب أو الشرق.. وسأصدر خلال الأيام المقبلة، أغنية منفردة "سينغل" من الألبوم، باللغة العربية، علما أنني أطلقت في وقت سابق، ثلاث أغنيات من الألبوم نفسه، هي "داليا" باللغتين العربية والإنجليزية، و"سيكستين" بالإنجليزية، و"سلمى". ألا ترى أن 3 سنوات فترة طويلة على طرح ألبوم؟ بالفعل فترة طويلة، لكنني كتبت ولحنت خلال هذه المدة أكثر من 100 أغنية، سجلنا نصفها، وبعد ذلك اخترت من بينها الأغاني التي سأصدرها ضمن الألبوم. ولا أخفيك أنني عملت بتأن في تحضير الألبوم، خاصة أنني شاركت في عملية الكتابة والتلحين، والتوزيع، وكل هذه الأمور تأخذ وقتا طويلا، خاصة أنني كنت أيضا مشغولا بإحياء حفلات فنية. هل زيارتك للمغرب ستشكل فرصة للتعاون مع كتاب كلمات وملحنين مغاربة من أجل إنجاز أغنية مغربية، خاصة أن أغلب النجوم العرب أصبحوا يقبلون على أداء اللهجة المغربية؟ أكيد أنني من عشاق الكلمة والنغمة المغربية، وأتشرف بغناء المغربي، والتعاون مع فنانيه، سواء عبر "الديو"، أو على مستوى الكتابة والألحان، لكن ما يهمني في اتخاذ هذه الخطوة، هو إتقان اللهجة أولا، وأعتقد أن المغرب صار محطة مهمة لأي فنان عربي، سواء كان قادما من بلاد الشام، أو الخليج أو مصر، أو باقي بلدان المغرب العربي، وربما هو الآن، محطة يستطيع أن ننطلق منها، نحو باقي البلدان العربية. لمن تستمع من الفنانين المغاربة؟ أحب صوت جنات مهيد، وأسماء لمنور، و"الديفا" سميرة سعيد، التي اتخذت توجها مختلفا وفريدا في عالم الغناء، واستطاعت الوصول من خلاله إلى العالم العربي ككل، وأنا معجب بأسلوب "الديفا" الغنائي، الذي يجمع بين اللونين الغربي والشرقي، وهو التوجه، الذي أسلكه بدوري، لذلك فأنا من الأوفياء للاستماع إلى أعمال هذه الفنانة. هل الشهرة في العالم العربي، تختلف في رأيك عن الشهرة في الغرب؟ أكيد أنها تختلف نوعا ما، فللفنان العربي خصوصية في بلده، وأعتقد أننا في العالم العربي انفتحنا أكثر على بعضنا البعض، وأصبح الجمهور العربي، يستمع بنهم إلى أغلب الأغاني العربية دون استثناء.